قد يكون اكتشاف ميناء غارق قبالة السواحل المصرية مفتاحًا لكشف لغز قبر الملكة كليوباترا السابعة، آخر فراعنة مصر.
أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية في 18 سبتمبر 2025 عن العثور على هياكل أثرية في البحر الأبيض المتوسط، تضم أعمدة بطول 6 أمتار، أرضيات حجرية مصقولة، كتل إسمنتية، مراسي سفن، وجرار تخزين تعود لعصر كليوباترا.
الاكتشاف، الذي وثقته “ناشيونال جيوغرافيك” في فيلم “سر كليوباترا الأخير”، قاده فريق من علماء الآثار البحرية، بما في ذلك كاثلين مارتينيز وبوب بالارد.
تم العثور على الميناء بعد تتبع نفق بطول 1,305 أمتار، اكتُشف عام 2022، يربط معبد “تابوزيريس ماجنا”، الواقع غرب الإسكندرية بحوالي 48 كم، بالبحر.
تؤمن مارتينيز، التي تبحث عن قبر كليوباترا منذ 20 عامًا، أن المعبد مركزي في هذا اللغز، رغم شكوك خبراء آخرين. وتقول لـCNN: “العثور على قبر كليوباترا سيكون اكتشاف القرن”.
كليوباترا: أسطورة وغموض
وُلدت كليوباترا عام 69 ق.م. بالإسكندرية، وأصبحت ملكة في سن 18، لكنها هُزمت عام 31 ق.م. في معركة أكتيوم أمام أوكتافيوس (الإمبراطور أغسطس).
تروي الأسطورة أنها انتحرت بلدغة أفعى عام 30 ق.م.، لكن بعض الباحثين يرجحون تناولها السم. تفترض مارتينيز أن جثمانها نُقل عبر النفق إلى الميناء ودُفن سرًا بـ”تابوزيريس ماجنا”، المرتبط بالإلهة إيزيس، التي كانت كليوباترا ترمز إليها.
اكتشافات جديدة وآمال متجددة
منذ حصول مارتينيز على ترخيص التنقيب عام 2004، عثر فريقها على قطع أثرية، منها لوحة زجاجية تؤكد تكريس المعبد لإيزيس، و337 عملة تحمل وجه كليوباترا، إلى جانب أوانٍ فخارية وتمثال أنثوي يُحتمل أن يمثلها، رغم نفي بعض الخبراء لذلك.
مع بدء تنقيب جديد لثلاثة أشهر، تظل مارتينيز متفائلة: “كل خطوة تقربنا من الهدف”. لكن بول كارتليدج، مؤرخ من جامعة كامبريدج، يرجح دفن كليوباترا بالإسكندرية، مشيرًا إلى رغبة أغسطس في إبقائها رمزًا لخلافته.