بوابة الساعة الإخبارية رئيس مجلس الإدارة محسن سرحان
أكدت مصادر خليجية لوكالة رويترز أن المملكة العربية السعودية أبلغت الولايات المتحدة رسميًا عبر قنوات دبلوماسية أن موقفها من التطبيع مع إسرائيل لم يتغير، مشددة على أن أي تقارب لن يحدث إلا بعد اتفاق واضح على خارطة طريق تؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، على حدود 1967 مع القدس الشرقية عاصمة لها.
يأتي هذا الإعلان قبيل زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان المرتقبة إلى البيت الأبيض في 18 نوفمبر، والتي من المتوقع أن تُختتم باتفاق دفاعي استراتيجي بين الرياض وواشنطن يعزز الشراكة العسكرية، بما في ذلك ضمانات أمنية ودعم لبرنامج نووي مدني سعودي.
ردًا على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة، الذي أعرب عن أمله في انضمام السعودية إلى اتفاقيات أبراهام قريبًا، أكدت المصادر أن “الاحتمال غير وارد حاليًا”، مشيرة إلى رفض الرياض أي ضغوط أمريكية للتطبيع دون ضمانات للقضية الفلسطينية.
وأوضح جوناثان بانكوف، خبير في معهد أتلانتيك كاونسيل، أن “بن سلمان يسعى خلال الزيارة إلى تأكيد دعم أمريكي صريح لدولة فلسطينية، لتجنب أي التباس دبلوماسي”، مضيفًا أن التنسيق يركز على توحيد المواقف قبل أي تصريحات علنية.
من جانبها، شددت وزارة الخارجية السعودية في بيان رسمي على ضرورة انسحاب إسرائيل من غزة وفق جدول زمني محدد، ونشر قوة حماية دولية، وتمكين السلطة الفلسطينية من إدارة القطاع، كخطوات أساسية لتحقيق حل الدولتين.
وأكدت المصادر أن “السعودية ترفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين أو تجاهل القضية”، مشيرة إلى أن الاتفاق الدفاعي مع واشنطن يهدف إلى تعزيز الأمن الإقليمي دون ربطه بالتطبيع، وسط مخاوف من تصعيد التوترات في غزة.
تشير التقديرات إلى أن الرياض تؤجل أي خطوات تجاه إسرائيل حتى تتوافر ظروف تضمن مصالحها الوطنية، خاصة مع رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لفكرة الدولة الفلسطينية.
وفي تصريح لرويترز، قال مسؤول سعودي إن “القضية الفلسطينية غير قابلة للتفاوض”، مؤكدًا أن الزيارة ستكون “فرصة لتوضيح المواقف” دون تنازلات.
يُعد هذا الموقف تأكيدًا للالتزام العربي الجماعي، وسط جهود دولية لإنهاء الحرب في غزة، ويبرز تعقيدات الدبلوماسية الأمريكية في الشرق الأوسط.
