ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي اللوم جزئياً على المحتوى الفني في زيادة معدلات الطلاق في مصر، معتبراً أن تصوير الحياة الفارهة في الأعمال الدرامية يخلق توقعات غير واقعية لدى النساء، مما يدفعهن للتمرد على واقع معيشتها اليومي.
جاءت التصريحات خلال لقاء الرئيس أمس الثلاثاء مع المتقدمين الجدد للالتحاق بأكاديمية الشرطة، حيث أكد السيسي أن «بقالنا 60 سنة حاطين شكل معين من الفن نقدمه، والشكل ده أثر علينا من غير ما نحس، خلى وجداننا يفكر بالطريقة دي».
وأضاف: «هي نسب الطلاق زادت ليه؟ علشان الفن مجبش حاجة عن الست اللي بتكافح مع جوزها، وإن الست بيتها مش غالي أوي، لأ، عمال يجيب في فيلل وشقق غالية جدًا؛ يمكن ثلثا المصريين ميقدروش يعملوها، فالست تتمرد على عيشتها وبيتها».
وأوضح الرئيس أن هذا التصوير الجانبي للفن يُظهر شخصيات داخل منازل فاخرة لا يستطيع ثلثا المصريين تحمل تكلفتها، مما يولد عدم رضا اجتماعي ومشاكل أسرية، مشدداً على أن الإعلام الموضوعي يحتاج سنوات لخلق مزاج عام يقبل الواقع.
وأشار إلى أن هذه الظاهرة جزء من تأثير تراكمي للفن على الوجدان الجماعي، دون أن يُدرك المجتمع تأثيره السلبي على الاستقرار الأسري.
شهدت التصريحات تفاعلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث رحب البعض بها كدعوة لمراجعة المحتوى الفني، بينما اعتبر آخرون أنها تُلقي المسؤولية على الإعلام دون النظر إلى عوامل اقتصادية أعمق مثل الفقر والضغوط المالية التي تُساهم في ارتفاع معدلات الطلاق بنسبة 40% خلال السنوات الأخيرة، وفق إحصاءات وزارة العدل.
وفي سياق مشابه، سبق أن أكد السيسي في مناسبات سابقة أهمية حماية الأسرة من خلال قوانين الأحوال الشخصية، مشدداً على أن «ما فيش تجربة شخصية تكون حالة عامة في القانون».
يأتي هذا اللقاء ضمن سلسلة حوارات الرئيس مع الشباب، حيث ركز على دور الإعلام في بناء الوعي الاجتماعي، ودعا إلى تعزيز المحتوى الذي يعكس الواقع الحقيقي للأسر المصرية، ليُساهم في تعزيز الاستقرار الاجتماعي وتقليل الظواهر السلبية مثل الطلاق، الذي بلغ عدده أكثر من 200 ألف حالة سنوياً وفق تقارير رسمية.
بوابة الساعة الإخبارية رئيس مجلس الإدارة محسن سرحان