يشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عبر فيديو كونفرانس، اليوم في حفل تركيب وعاء ضغط المفاعل للوحدة النووية الأولى بمحطة الضبعة للطاقة النووية، إلى جانب توقيع أمر شراء الوقود النووي، في خطوة حاسمة نحو إكمال أحد أبرز المشروعات القومية المصرية.
يأتي الحدث بالتزامن مع الاحتفال السنوي الخامس بـ«يوم الطاقة النووية المصرية»، الذي يُقام كل عام في 19 نوفمبر، إحياءً لذكرى توقيع الاتفاقية الحكومية بين مصر وروسيا في 2015 لبناء وتشغيل المحطة، والتي تمثل انطلاق البرنامج النووي السلمي المصري.
ويزن وعاء الضغط حوالي 331 طنًا، ويبلغ ارتفاعه 11.18 مترًا، وهو مصنّع في روسيا ووصل إلى الموقع في أكتوبر الماضي بعد رحلة بحرية دامت 20 يومًا.
أكد السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة، أن مشاركة الرئيسين تعكس عمق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، التي امتدت من بناء السد العالي في الستينيات إلى مشروع الضبعة الحديث، مرورًا بمشاريع عملاقة أخرى ساهمت في التنمية الوطنية.
ومن المتوقع أن يلقي الرئيس السيسي كلمة تؤكد التزام مصر بتطوير الطاقة النووية السلمية كوسيلة لتعزيز التنمية المستدامة والأمن الطاقي.
تتكون محطة الضبعة من أربع وحدات بتقنية VVER-1200 من الجيل الثالث بالإضافة، بقدرة إجمالية 4800 ميغاواط، وستغطي نحو 10% من احتياجات مصر من الكهرباء بحلول تشغيلها الكامل في 2030.
ويُعد تركيب الوعاء خطوة فنية متقدمة تضمن السلامة والكفاءة، مع بدء اللحام في الجزء العلوي منه في أكتوبر 2025، مما يرفع عمر الخدمة إلى 100 عام بفضل مواد وتقنيات روسية حديثة.
يُشرف على المشروع روساتوم الروسية كمقاول عام، مع مشاركة مصرية كاملة في التشغيل، ويُتوقع أن يوفر آلاف الوظائف ويعزز الاقتصاد المحلي.
وفي تصريحات سابقة، أكد الرئيس السيسي أن المشروع «رمز للإرادة المصرية في الدخول عصر الطاقة النووية السلمية»، بينما وصف بوتين التعاون بأنه «شراكة استراتيجية طويلة الأمد».
هذا الحدث يُعزز من مكانة مصر كلاعب إقليمي في الطاقة النووية، وسط جهود دولية للانتقال إلى مصادر نظيفة، ويُبرز التعاون الروسي-المصري كجسر للاستقرار الطاقي في الشرق الأوسط.
بوابة الساعة الإخبارية رئيس مجلس الإدارة محسن سرحان