بوابة الساعة الإخبارية رئيس مجلس الإدارة محسن سرحان
في حدث يُخلد في سجلات التاريخ كرمز لانتصار الإرادة الإنسانية على وحشية الحرب، شهدت شرم الشيخ – أرض السلام ومهد الحوار – يوم الأربعاء 8 أكتوبر 2025، توقيع اتفاق تاريخي لوقف إطلاق النار وإنهاء النزاع في قطاع غزة بعد عامين من المعاناة الدامية التي أودت بحياة أكثر من 67 ألف فلسطيني، معظمهم نساء وأطفال، ودمرت 78% من البنية التحتية.
الاتفاق، الذي يُنفذ المرحلة الأولى من الخطة الـ20 نقطة التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، جاء برعاية مصر وقطر والولايات المتحدة، مع مشاركة تركيا كوسيط، ليفتح أبواب الأمل لشعوب المنطقة نحو غد يسوده العدالة والاستقرار.
بدأت المفاوضات غير المباشرة في المنتجع المصري يوم الاثنين، بقيادة مبعوث ترامب ستيفن ويتكوف وابنه زوجته جاريد كوشنر، إلى جانب رئيس وزراء قطر محمد بن عبدالرحمن آل ثاني.
أعلن ترامب عبر “تروث سوشيال”: “يوم عظيم للعالم العربي والإسلامي وإسرائيل والولايات المتحدة، نشكر الوسطاء من قطر ومصر وتركيا”. أما حماس، فقد وصفت الاتفاق “نصراً للصمود”، مطالبة بضمان الالتزام الإسرائيلي، بينما أكد نتنياهو عقد اجتماع حكومي اليوم الخميس للموافقة، مع توقيع رسمي ظهراً بتوقيت القاهرة.
يشمل الاتفاق تبادلاً فورياً: إطلاق 33 رهينة إسرائيلياً وأمريكياً حيين، بالإضافة إلى رفات قتلى، مقابل 250 فلسطينياً يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد و1700 سجين غزي جراء الحرب.
كما ينص على انسحاب إسرائيلي جزئي من غزة، وإدخال مساعدات إنسانية عاجلة، مع بدء إعادة الإعمار تحت إشراف دولي. ترامب ألمح إلى زيارته مصر نهاية الأسبوع، قائلاً: “جميع الأطراف ستُعامل بعدل!”، وسط تحذيرات من هشاشة الهدنة إذا لم يُحل قضايا مثل نزع سلاح حماس أو الحكم المستقبلي للقطاع.
رحّب العالم بالخطوة: الأمم المتحدة وصفتها “أملاً حقيقياً”، وأشادت الاتحاد الأوروبي بالجهود المصرية والقطرية.
رئيس الوزراء الكندي مارك كارني قال: “بعد سنوات من المعاناة، السلام يبدو قاب قوسين”. في غزة، انفجر الفرح في الشوارع، مع هتافات “شكراً مصر”، بينما أكدت عائلات الرهائن “الإثارة الممزوجة بالقلق”.
هذا الاتفاق ليس نهاية الحرب فحسب، بل بداية لإعادة بناء، يُثبت أن الحوار يهزم الرصاص. هل يدوم السلام، أم يعود الظلام؟ شرم الشيخ أجابت: بالإرادة، نعم!
