في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، أثارت الضربة الإسرائيلية على قطر يوم الثلاثاء 9 سبتمبر 2025 جدلاً واسعًا، حيث حذرت صحيفة “هآرتس” العبرية من أن هذا الهجوم قد يجهض خطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتحويل قطاع غزة إلى منتجع سياحي فاخر.
الضربة، التي استهدفت مقرات سكنية لقادة حماس، أدت إلى تعبئة دبلوماسية عربية قوية، مع إعلان قطر استضافة قمة عربية إسلامية طارئة لمواجهة العدوان، مما يعكس رفضًا جماعيًا لسياسات التهجير و”إرهاب الدولة” الإسرائيلي.
تفاصيل الضربة وتداعياتها
أشارت “هآرتس” إلى أن الضربة الإسرائيلية على قطر، الحليف الرئيسي للولايات المتحدة خارج الناتو، تختلف عن العمليات العسكرية في دول مثل سوريا أو لبنان، بسبب العلاقات الاستراتيجية بين الدوحة وواشنطن. واعتبرت أن هذا الهجوم قد يعرقل خطط ترامب العقارية لغزة، التي أُطلق عليها إعلاميًا “ريفييرا غزة”، والتي تهدف إلى تهجير سكان القطاع وتحويل سواحله إلى وجهة سياحية.
كما أكدت الصحيفة أن الجهود الدبلوماسية العربية نجحت في إفشال هذه الفكرة حتى الآن، محققة إنجازًا دبلوماسيًا بارزًا في مواجهة السياسات الإسرائيلية.
خطط ترامب وتصريحات كوشنر
كان ترامب قد روّج مرارًا منذ هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023 لفكرة تحويل غزة إلى منتجع سياحي بعد تهجير سكانها. ودعم هذه الفكرة جاريد كوشنر، المبعوث الأمريكي السابق للشرق الأوسط، الذي وصف النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي بـ”نزاع عقاري”، مؤكدًا أن واجهة غزة البحرية تمتلك إمكانيات استثمارية هائلة إذا تم “إجلاء السكان وتنظيف المنطقة”.
تصريحاته أثارت انتقادات واسعة، خاصة مع استمرار الحرب في غزة لأكثر من 23 شهرًا.
القمة العربية الإسلامية الطارئة
أعلن الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري، المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، أن الدوحة ستستضيف يوم الإثنين 15 سبتمبر 2025 قمة عربية إسلامية طارئة لمناقشة الهجوم الإسرائيلي.
وأكد أن القمة تعكس التضامن العربي والإسلامي مع قطر، ورفضًا قاطعًا لـ”إرهاب الدولة” الذي تمارسه إسرائيل، خاصة بعد استهدافها مقرات سكنية لقادة حماس.
وأوضح الأنصاري لوكالة “قنا” أن هذه الخطوة تهدف إلى صياغة موقف موحد لدعم القضية الفلسطينية وحماية سيادة الدول العربية.