بوابة الساعة الإخبارية رئيس مجلس الإدارة محسن سرحان
أعلن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، عن ملامح مشروع مدينة الإعلام الجديدة، الذي سيُنشَأ بالقرب من منطقة الأهرامات بإطلالة مباشرة عليها، ليصبح مركزاً إقليمياً للإنتاج السينمائي والإعلامي، مستوحى من المدن الكبرى مثل هوليوود في الولايات المتحدة وبوليوود في الهند، مع التركيز على جذب الاستثمارات الأجنبية وتعزيز السياحة الثقافية.
جاء الكشف خلال مؤتمر صحفي عقب اجتماع مجلس الوزراء اليوم، حيث أكد مدبولي أن المدينة ستحتوي على استوديوهات حديثة ونماذج تصوير متقدمة لإنتاج الأفلام المصرية والعالمية، بالإضافة إلى فنادق وإقامات فاخرة لاستضافة فرق العمل الدولية، مما يُعَزِّزُ التكامل مع المتحف المصري الكبير ويُحَوِّلُ المنطقة إلى وجهة عالمية تجمع بين التاريخ والحداثة.
وأضاف: “المشروع يُخَصَّصُ 3 سنوات للتنفيذ، ويهدف إلى خلق آلاف الوظائف وجذب إيرادات تصل إلى مليارات الجنيهات سنوياً، من خلال تسهيل التصوير الأجنبي وتعظيم الاستفادة من التراث الفرعوني”.
في الوقت نفسه، وافق المجلس على مشروع قرار رئيس الوزراء بإصدار لائحة تنظيم التصوير الأجنبي داخل مصر، تهدف إلى تبسيط الإجراءات وجذب الإنتاجات العالمية، حيث تتولى “لجنة مصر للأفلام” التابعة للشركة المصرية لمدينة الإنتاج الإعلامي، التنسيق مع الجهات المعنية للحصول على الموافقات، كونها الجهة الوحيدة المختصة.
وتنص اللائحة على إنشاء “نافذة رقمية واحدة” للتصوير الأجنبي، تُدَارُ من اللجنة لإنهاء التصاريح إلكترونياً، مع التزام الجهات بالربط الإلكتروني لتيسير الخدمات، مراعاة الضوابط الفنية والأمنية والسيبرانية.
أوضح مدبولي أن هذه اللائحة ستُسَرِّعُ الإجراءات وتُقَلِّلُ البيروقراطية، مما يجعل مصر وجهة مفضلة للإنتاج السينمائي، حيث سجلت التصوير الأجنبي في 2024 إيرادات تجاوزت 500 مليون دولار، معظمها من أفلام هوليوود وإنتاجات أوروبية.
وأكد أن المدينة الجديدة ستُسَهِمُ في تطوير الكفاءات المصرية من خلال مراكز تدريب وشراكات مع شركات عالمية، لتُحَوِّلَ الصناعة الإعلامية إلى قطاع استراتيجي يُسَاهِمُ في الناتج المحلي بنسبة 2% بحلول 2030.
شهدت وسائل التواصل تفاعلاً هائلاً مع الإعلان، حيث تصدَّرَ هاشتاج #مدينة_الإعلام_الجديدة التريند المصري بأكثر من 80 ألف تغريدة في ساعات، مع تعليقات تعبِّرُ عن الفخر: “من الأهرامات إلى هوليوود المصرية.. إنجاز يستحق الاحتفاء”، و”دي خطوة ذكية لجذب الدولارات والسياحة معاً”.
كما أشاد خبراء اقتصاديون بالمشروع كـ”محرك نمو”، مشيرين إلى أنه سيُخَلْقُ 50 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة، ويُعَزِّزُ الصادرات الإعلامية التي بلغت 300 مليون دولار العام الماضي.
في سياق متصل، أكَّدَ مدبولي أن المشروع يأتي ضمن رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة، مع التركيز على الشراكات الدولية، ودعا القطاع الخاص إلى المشاركة في التمويل والتشغيل لضمان النجاح.
كما أشَارَ إلى أن اللائحة ستُنْفَذُ فوراً، مع تدريب 500 موظف على النافذة الرقمية خلال شهرين.في الختام، يُمَثِّلُ مشروع مدينة الإعلام الجديدة نقلة نوعية للصناعة الإبداعية المصرية، تُحَوِّلُ التراث إلى أداة اقتصادية، وسط أمل في أن يُجَذِبَ إنتاجات عالمية تُعَرِّفُ العالم بمصر، وتُسَاهِمُ في بناء اقتصاد إعلامي قوي يُنَافِسُ العالمي.
