أفادت وسائل إعلام فلسطينية اليوم الأحد بدخول عشرات الجرافات والمعدات الثقيلة المصرية عبر معبر صلاح الدين باتجاه وسط قطاع غزة، بهدف تجهيز مخيم إغاثي مؤقت ضخم يضم آلاف الخيام لاستيعاب النازحين بالقرب من مخيم البريج في النصيرات.
يأتي هذا التحرك في إطار الجهود الإنسانية المصرية المكثفة لدعم المدنيين الفلسطينيين، وسط تدهور الأوضاع الإنسانية المتفاقمة جراء العمليات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة، التي أدت إلى نزوح عشرات الآلاف ونقص حاد في الإمدادات الأساسية.
بدأت المعدات التابعة للجنة المصرية في قطاع غزة أعمالها فوراً في منطقة المخيم الجديد بالنصيرات، الذي يُعدُّ الأكبر والأضخم على مستوى القطاع، لاستيعاب آلاف النازحين الذين يعانون من فقدان المأوى والجوع.
وأكد المدير التنفيذي للجنة، معين أبو الحصين، في تصريحات صحفية، أن اللجنة أنجزت خلال الأيام الماضية تجهيز ثمانية مخيمات أخرى لاستيعاب عشرات الآلاف، بالإضافة إلى توزيع أكثر من 500 ألف سلة غذائية على مئات آلاف النازحين في مناطق مختلفة من غزة.
وأضاف أن اللجنة تتجاوب مع كل المناشدات الواردة، وتعمل على نقل العائلات التي تفترش الشوارع إلى المخيمات الآمنة، مع توزيع آلاف علب الحليب للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر.
أشار أبو الحصين إلى الصعوبات الإنسانية والنفسية الجسيمة التي يواجهها سكان غزة، خاصة الأطفال والنساء، الذين يعانون من الصدمة الناتجة عن النزوح تحت القصف، وفقدان الخصوصية في المدارس والمراكز المكتظة.
وفي سياق متصل، أفادت منظمة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن مخيم البريج، الذي يقع شرق طريق صلاح الدين، يضم نحو 28 ألف لاجئ مسجل، ويعاني من نقص في الصرف الصحي والمياه النظيفة، مما يفاقم الأزمة الصحية مع تدفق آلاف النازحين الجدد.
تُعدُّ اللجنة المصرية من أبرز الكيانات الإنسانية العاملة في غزة، حيث تتولى الدعم اللوجستي والغذائي، وضمان عدالة التوزيع للمساعدات، مما يوفر سبل العيش الكريم للأسر المتضررة.
ويأتي هذا المشروع وسط مخاوف إسرائيلية من تدفق اللاجئين إلى سيناء، حيث دعت مصر إلى وقف إطلاق النار الفوري لتجنب كارثة إنسانية أكبر. هل يمثل هذا المخيم خطوة نحو تخفيف المعاناة، أم مجرد إجراء مؤقت في ظل استمرار التصعيد؟ الجهود المصرية تظل نموذجاً للتضامن العربي، مع ترقب لمزيد من الدعم الدولي.