نقلت صحيفة أكسيوس الأمريكية، في تقرير نشر يوم 29 سبتمبر 2025، عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه إذا رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطته لإدارة قطاع غزة، فسيتخلى عنه ويحرم إسرائيل من الدعم الأمريكي الكامل.
جاء ذلك في سياق اجتماع في البيت الأبيض بين الرئيسين، حيث أعلن ترامب عن “21 نقطة للسلام” تشمل وقفاً فورياً لإطلاق النار، إطلاق الرهائن، وانسحاباً إسرائيلياً تدريجياً، مع رئاسة ترامب لمجلس إدارة مؤقت لإعادة إعمار غزة.
وأضاف ترامب: “إذا رفض حماس، سيدعم الولايات المتحدة إسرائيل ‘بكل قوتها’ لإنهاء التهديد”، لكنه شدد على أن نتنياهو يجب أن يقبل الخطة لتجنب “انقسام علني”، وفقاً لمستشارين أمريكيين.
إيهود باراك: “هزيمة صعبة لنتنياهو”
من جانبه، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك خطة ترامب بأنها “هزيمة صعبة” لنتنياهو، الذي سيحاول إفشالها للحفاظ على حكمه.
في تصريحات لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل” صباح 1 أكتوبر 2025، قال باراك إن المبادرة “نقطة انطلاق ممتازة” لحل الصراع، لكنها تواجه مقاومة من نتنياهو، الذي يرفض أي دور للسلطة الفلسطينية في غزة، معتبراً ذلك “خطاً أحمر”.
وأضاف باراك: “نتنياهو يفضل ‘حرب الخداع’ على وقف القتال، لكن الخطة تمنع الاحتلال الدائم وتفتح باباً لدولة فلسطينية بعد إصلاحات”.
هذه التصريحات تأتي وسط انقسام إسرائيلي، حيث يرى بعض السياسيين في الخطة “فرصة للنصر”، بينما يخشى آخرون من “تنازلات” لصالح حماس.
تفاصيل خطة ترامب
الخطة، التي صيغت بالتعاون مع مستشاري ترامب مثل ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، تشمل:وقف إطلاق النار الفوري وإطلاق 20 رهينة حياً ورفات 25 آخرين مقابل إطلاق صهيونيين فلسطينيين (حوالي 2000).
انسحاب إسرائيلي تدريجي من غزة، مع “منطقة عازلة” مؤقتة، وإشراف دولي على الأمن.
إعادة إعمار غزة برئاسة ترامب لمجلس انتقالي، مع “خطة تنموية ترامبية” وإصلاحات للسلطة الفلسطينية قبل دورها.
عدم الضم للضفة الغربية أو غزة، مع “مسار لدولة فلسطينية” بعد إصلاحات.
حصلت الخطة على دعم عربي أولي من السعودية، الإمارات، قطر، مصر، الأردن، تركيا، إندونيسيا، وباكستان، لكن حماس لم تُستشر، ورفضتها مبدئياً لعدم ضمان الانسحاب الكامل.
نتنياهو أدخل تعديلات في الانسحاب والجدول الزمني، مما أغضب الدول العربية، التي رأت فيها “حماية للاحتلال”.
السياق: ضغوط على نتنياهو
الخطة تأتي وسط تصعيد إسرائيلي في غزة، مع غارات أسفرت عن 89 قتيلاً يوم 1 أكتوبر، ونزوح 1.9 مليون فلسطيني. ترامب يرى فيها “اختباراً لمصداقيته العالمية”، ويهدد بقطع الدعم إذا رفض نتنياهو، مما يعكس توتراً متزايداً بينهما رغم اللقاء الودي.
باراك حذر من أن رفض نتنياهو قد يؤدي إلى “عزلة دولية أكبر”، خاصة بعد اعتراف دول أوروبية بدولة فلسطينية.