بوابة الساعة الإخبارية رئيس مجلس الإدارة محسن سرحان
“أيام الأرض تتقلص: ما سر أقصر 3 أيام في التاريخ هذا الصيف؟” في ظاهرة فلكية نادرة أثارت فضول العلماء، سجّلت الأرض خلال صيف 2025 أقصر ثلاثة أيام في تاريخها الحديث، مع تسارع طفيف في دورانها حول محورها. رغم أن الفارق لا يتجاوز المللي ثانية، إلا أن لهذا التغيير الصغير دلالات كبيرة قد تؤثر على مستقبل قياس الوقت ونظام “الثواني الكبيسة” العالمي.
🌍 خلفية علمية:
من المعروف أن طول اليوم الأرضي ثابت تقريبًا عند 86,400 ثانية (24 ساعة)، لكن الحقيقة أن دوران الأرض يشهد تغيرات طفيفة من وقت لآخر، نتيجة عوامل طبيعية معقدة مثل الزلازل، تحركات اللب الداخلي، وحتى التغيرات المناخية.
وفي 9 يوليو، 22 يوليو، و5 أغسطس 2025، سجلت الأقمار الاصطناعية ومراصد الزمن الذري أقصر أيام معروفة منذ بدء القياسات الدقيقة، حيث كان كل يوم أقصر بحوالي 1.5 مللي ثانية عن المعتاد.
—
🔍 لماذا يحدث هذا؟
التفسير العلمي يشير إلى أن الأرض تدور أحيانًا بشكل أسرع بسبب عدة عوامل:
انزياح الكتلة الأرضية بسبب ذوبان الجليد أو الزلازل.
تغيرات في توزيع الغلاف الجوي والضغط الجوي.
موقع القمر وتأثيره على محور دوران الأرض، إذ كان في تلك الأيام في وضع فلكي يُقلل من مقاومة المد والجزر.
حتى الآن، لا يوجد إجماع علمي قاطع حول السبب الدقيق لهذا التسارع الأخير، ما يدفع العلماء إلى إجراء المزيد من الدراسات.
—
⏳ هل يؤثر ذلك علينا؟
بالنسبة للمواطن العادي، لن يلحظ هذا التغير الدقيق، لكنه يهم كثيرًا العلماء، خاصة في مجالات:
أنظمة الملاحة GPS
الاتصالات الدولية
الساعات الذرية ومعايير توقيت UTC العالمي
وقد يضطر العالم في السنوات القادمة إلى إضافة “ثانية كبيسة سالبة” لأول مرة في التاريخ، ما يعني إزالة ثانية من التوقيت الرسمي لمزامنته مع دوران الأرض.
—
📣 في الختام:
قد لا نشعر بتأثير 1.5 مللي ثانية، لكنها تذكير بأن كوكبنا، رغم استقراره الظاهري، يخضع لتحولات مستمرة ودقيقة. وبينما نعيش يومًا طبيعيًا على الأرض، هناك أجهزة وساعات ذرية تسجّل تغيرات لا تُرى، لكنها تصنع التاريخ.
