أثارت قضية طبية مروعة في مستشفى النساء والولادة بأسيوط غضبًا جماهيريًا هائلاً، حيث أمرت النيابة الإدارية بإحالة أربعة من الطاقم الطبي إلى المحكمة التأديبية بتهمة إهمال فادح أدى إلى وفاة طفلة مبتسرة بعد تسليمها لأهلها على أنها جثة.
الاتهامات تشمل أخصائيًا في أمراض الأطفال، وطبيبة متخصصة، وفنية تمريض، بالإضافة إلى مديرة المستشفى، في واقعة كشفت عن تقصير مهني وتزوير للوثائق الطبية.بدأت القضية بشكوى تقدمها والد الطفلة إلى النيابة الإدارية بأسيوط القسم الثاني، تحت إشراف المستشارة فاطمة عثمان، وبإشراف المستشار عبد القادر محمد.
وصف الشاكي كيف أن زوجته، في أسبوعها السادس والعشرين من الحمل بتوأم، أصيبت بآلام حادة فهرعت إلى المستشفى، حيث أنجبت الطفلين قبل الأوان.
بعد ساعات قليلة، أُبلغ بوفاتهما، وسُلِّمَ الجثتان لإكمال إجراءات الدفن. لكن في طريق العودة، لاحظ نبضًا خفيفًا في الطفلة الأنثى، فتوجه فورًا إلى عيادة خاصة متخصصة في الأطفال المبتسرين، حيث أثبت الفحص الطبي أنها لا تزال حية، بينما كان الذكر قد لقي ربه بالفعل.
نقلت الطفلة إلى قسم العناية المركزة بمستشفى أطفال الجامعة، لكنها فارقت الحياة بعد يومين فقط من الولادة، متأثرة بالإهمال الذي منعها من تلقي الرعاية الأساسية.أطلقت النيابة تحقيقًا شاملاً شمل معاينة المستشفى وتحليل تسجيلات الكاميرات، مع تشكيل لجنة من خبراء كلية الطب بجامعة أسيوط لتقييم الجانب الطبي.
استُجْمِعَتْ أقوال الشاكي، والشهود من الطاقم، وأطباء مستقلين في التوليد والأطفال. أظهرت النتائج أن الطفلة ولدت حية، لكن الأخصائي والطبيبة أهملاها داخل جهاز الإحماء دون أي تدخل طبي، وأعلنا وفاتها بعد دقائق معدودة دون فحص للعلامات الحيوية.
كما ثبت تلاعب الطبيبة بالتقرير الطبي للتغطية على الخطأ، بينما وقّعت الفنية على وثيقة الولادة نيابة عن الطبيب المسؤول.
أما مديرة المستشفى، فقد تحملت مسؤولية الإهمال في الصيانة والنظافة، حيث سُجِّلَتْ حالات تلوث وانتشار للحيوانات الضالة داخل الأقسام، مخالفةً للمعايير الصحية.
أكد الدكتور علي السيد، خبير في الرعاية الطبية للأطفال: “الولادات المبكرة تتطلب بروتوكولات دقيقة؛ هذا التقصير ليس خطأً فرديًا، بل نظاميًا يهدد حياة الأبرياء”.
القضية أثارت حملة على وسائل التواصل تحت #إنقاذ_الأطفال، مطالبةً بإصلاحات فورية في المستشفيات الحكومية. مع إحالة المتهمين للمحاكمة التأديبية وإخطار النيابة العامة للجوانب الجنائية، تُعِيدُ الواقعة طرح تساؤلات حول جودة الرعاية الصحية في المناطق النائية.
بوابة الساعة الإخبارية رئيس مجلس الإدارة محسن سرحان