أعربت حكومتا إيطاليا وكندا عن قلقهما الشديد إزاء اعتداءات وسرقة تعرضت لها ثلاثة متطوعين إيطاليين ومتطوعة كندية على يد مستوطنين إسرائيليين مسلحين في قرية عين الديوك قرب أريحا، بالضفة الغربية المحتلة، فجر الأحد 30 نوفمبر 2025.
ووصفت الواقعة بأنها جزء من تصاعد عنف المستوطنين، الذي يهدد الاستقرار في المنطقة، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة “الجارديان” البريطانية.دعت وزارة الخارجية الكندية إلى وقف فوري لأعمال العنف من قبل “المستوطنين المتطرفين”، مشددة على معارضتها أي محاولات لضم الأراضي الفلسطينية، وأكدت أنها تتابع التحقيقات مع السلطات الإسرائيلية لضمان محاسبة الجناة.
أما وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، فقد أعلن أن روما “ضاقت ذرعاً” بهذه الاعتداءات، محذراً من أن “العنف ليس طريقاً لفرض الحقوق المزعومة”، وطالب بتحقيق عاجل وإجراءات وقائية لحماية المتطوعين الدوليين.
وفقاً لرواية المتطوعة الكندية، التي نقلتها وكالة “أنباء الأمم المتحدة” (OCHA)، اقتحم حوالي 10 مستوطنين ملثمين، اثنان منهم مسلحان ببنادق عسكرية، المنزل الذي كانوا يقيمون فيه بعد نوبة حراسة ليلية، حوالي الساعة 4:30 فجراً.
استمر الهجوم 15 دقيقة، حيث تعرض المتطوعون للضرب والركل، مع سرقة جوالاتهم وبطاقاتهم الشخصية ومحافظهم، وتدمير محتويات المنزل وبطاريات الطاقة الشمسية.
تعرضت الكندية لركلات في الرأس والأضلاع والوركين، بينما أصيب الإيطالي الوحيد بإصابات بالغة أدت إلى نقله إلى مستشفى في رام الله للعلاج المستمر حتى الاثنين.
رغم الإصابات، أكدت المتطوعة الكندية أن مشاركتهم في برنامج “فازعة” (Faz3a) للحماية المدنية غير المسلحة كان له تأثير إيجابي واضح، إذ سمح لأطفال القرية باللعب بحرية وللأهالي بالنوم دون خوف لأول مرة منذ أشهر.
وشددت: “ما تعرضنا له لا يقارن بمعاناة الفلسطينيين اليومية، فهو مجرد جزء بسيط مما يواجهونه”.تشهد قرية عين الديوك، الواقعة في المنطقة “أ” تحت إدارة السلطة الفلسطينية (حيث يُحظر دخول الإسرائيليين)، تصاعداً في الاعتداءات منذ شهرين، عقب إقامة بؤرة استيطانية جديدة قريبة ووصول مجموعات شبابية متطرفة.
يقول ناشطون في منظمة “الحماية المدنية غير المسلحة في فلسطين” إن الهجمات أصبحت شبه يومية، تشمل اقتحام منازل، ضرب سكان، سرقة 200 رأس أغنام وسيارتين، وتدمير ألواح طاقة شمسية.
ويُعد جميع المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي، بينما تُصنف البؤر العشوائية غير قانونية حتى بموجب القانون الإسرائيلي.
وفقاً لتقارير الأمم المتحدة، بلغت حوادث العنف الاستيطاني في أكتوبر 2025 أعلى مستوياتها منذ 20 عاماً، مع 264 هجوماً أسفرت عن إصابات أو أضرار، في سياق تصاعد التوترات منذ أكتوبر 2023. يعيش أكثر من 500 ألف مستوطن في الضفة، مقابل ثلاثة ملايين فلسطيني، مما يفاقم التوترات الإنسانية والأمنية في المنطقة.
بوابة الساعة الإخبارية رئيس مجلس الإدارة محسن سرحان