ألقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كلمته اليوم أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، في سياق يشهد تصاعد التوترات الدولية حول الحرب في غزة، التي دخلت عامها الثاني بعد هجوم 7 أكتوبر 2023.
ركز الخطاب على الدفاع عن العمليات العسكرية الإسرائيلية، واتهام حركة حماس بالمسؤولية عن الأزمة الإنسانية، مع دعوة لاستكمال “المهمة” في غزة.
جاء الخطاب مصحوبًا ببث مباشر عبر مكبرات صوت نحو غزة، بهدف الوصول إلى الأسرى والمقاتلين، لكنه واجه احتجاجًا دوليًا فوريًا.
النقاط الرئيسية في الكلمة:
تراجع الدعم الدولي بعد 7 أكتوبر: أكد نتنياهو أن إسرائيل واجهت “حربًا على سبع جبهات” مع دعم دولي محدود، مشيرًا إلى إدانات دولية، حظر، وحرب قانونية (“lawfare”) ضدها. وصف ذلك بأن العالم يدين إسرائيل رغم جهودها في مكافحة الإرهاب، واتهم بعض القادة بالتنازل لـ”الشر” (appeasing evil) بدلاً من دعمها.
إشارات إلى ألمانيا وضغوط الإسلاميين: لم يذكر نتنياهو ألمانيا صراحة في الخطاب، لكن التقارير تشير إلى أنه تلقى إشارات سابقة من برلين بأن إسرائيل تقوم بـ”العمل القذر” الذي لا يريد أحد القيام به.
كما حذر من رضوخ قادة عالميين لضغوط “الإسلاميين المتطرفين”، داعيًا إياهم إلى دعم إسرائيل قائلًا: “يجب عليكم دعم إسرائيل”.
الأسرى والرسالة لحماس:
أعلن نتنياهو أن إسرائيل أعادت 207 رهائن (يشمل ذلك الإفراجات والجثث)، لكن 48 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة، بينهم 20 على قيد الحياة، وسَمَى أسماءهم.
وجه رسالة مباشرة لقادة حماس: “سلموا سلاحكم وأطلقوا سراح كل الأسرى الآن. إن فعلتم، ستعيشون؛ وإلا، ستطاردكم إسرائيل”.
كما خاطب الأسرى مباشرة عبر البث: “لم ننسَكم لحظة واحدة، وسنعيدكم جميعًا”.
بقايا حماس واستكمال المهمة في غزة: أكد أن “بقايا حماس” ما زالت موجودة في مدينة غزة، ويجب “إنهاء المهمة بأسرع وقت ممكن” لتحقيق الأمن الإسرائيلي.
شدد على أن الحرب يمكن أن تنتهي إذا وافقت حماس على نزع سلاح غزة، لكنها رفضت ذلك سابقًا.
السيطرة على غزة والسلطة المدنية: أعلن أن إسرائيل ستسيطر عسكريًا على غزة لإزالة حماس، مع رفض أي دور للسلطة الفلسطينية في الإدارة المستقبلية، معتبرًا أنها غير موثوقة.
اقترح تسليم المسؤولية لدول عربية ودية، لكنه أكد أن حماس لن تكون جزءًا من أي ترتيب.
التهديد المشترك مع الولايات المتحدة: وصف الإرهاب (خاصة من إيران وحماس) بأنه “تهديد مشترك” لإسرائيل والولايات المتحدة،
مشكرًا الرئيس دونالد ترامب على دعمه ضد إيران، وأعلن عن لقاء معه يوم الاثنين لمناقشة السلام.
اتهامات لحماس بالمساعدات: اتهم حماس بسرقة المساعدات الإنسانية، معتبرًا أن الجوع في غزة ناتج عن ذلك، وأكد أن إسرائيل توفر الغذاء عبر ممرات آمنة وإسقاطات جوية،
وأنها ليست مسؤولة عن الأزمة الإنسانية.
الانسحاب الدبلوماسي:
انسحب عشرات الوفود (من دول مثل فرنسا، إسبانيا، ودول أمريكا اللاتينية) من القاعة قبل بدء الكلمة احتجاجًا على اتهامات جرائم حرب ضد نتنياهو من المحكمة الجنائية الدولية، في خطوة تنسيقية هدفت إلى إرسال “رسالة واضحة” ضد “الإبادة الجماعية والاحتلال”.
أدى ذلك إلى جعل القاعة شبه فارغة، مما وصف بـ”صفعة” لإسرائيل والولايات المتحدة.هذه الكلمة تعكس عزلة إسرائيل المتزايدة،
حيث اعترفت دول غربية حديثًا بدولة فلسطينية، بينما يستمر الضغط الدولي لوقف إطلاق النار. الخطاب لم يقدم حلولًا جديدة للأزمة، بل ركز على الدفاع عن الوضع الراهن.