في تصعيد أمني خطير يعكس التوتر المستمر في الأراضي الفلسطينية المحتلة، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الثلاثاء 7 أكتوبر 2025، مناطق متفرقة في الضفة الغربية، مع تركيز هجوم عنيف على مدينة رام الله، حيث أطلقت الغاز المسيل للدموع على المدنيين، مما أسفر عن حالات اختناق جماعية بين السكان.
وفقًا لمراسلي وكالات الأنباء الدولية مثل الجزيرة ورويترز. هذه الاقتحامات تأتي في سياق عمليات عسكرية واسعة النطاق، بدأت في يناير 2025 تحت اسم “الجدار الحديدي” في جنين وانتشرت إلى رام الله وطولكرم، حيث قتلت قوات الاحتلال أكثر من 1000 فلسطيني في الضفة منذ أكتوبر 2023، مع تصاعد الغارات والمداهمات في الأشهر الأخيرة.
بالتزامن مع ذلك، واصل المستوطنون اليهود اقتحاماتهم المتكررة لباحات المسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة، تحت حماية مشددة من قوات الاحتلال، خلال فترة الأعياد اليهودية.
وفقًا لتقارير الوقف الإسلامي، تجاوز عدد الاقتحامات 68 ألفًا منذ أكتوبر 2023، مع زيادة ملحوظة في سبتمبر 2025، حيث نفذ المستوطنون أكثر من 26 اقتحامًا للأقصى، مصحوبًا بأداء طقوس توراتية تحدى الوضع القائم منذ 1967.
هذه الانتهاكات، التي تُعتبر استفزازًا مباشرًا للمقدسات الإسلامية، أدت إلى إغلاق أبواب الأقصى مرات عديدة، ومنع آلاف المصلين الفلسطينيين من الصلاة، مع اعتقال 36 حارسًا وتوقيف 6 آخرين، كما أفادت منظمة مراقبة إسرائيلية مستقلة في تقريرها الأخير.
أصدرت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية تقريرها الشهري لسبتمبر 2025، الذي يوثق تصعيدًا إسرائيليًا ممنهجًا ضد المقدسات الإسلامية والمسيحية، مع التركيز على المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل.
أبرز الانتهاكات كانت الاستيلاء على صحن الحرم الإبراهيمي تمهيدًا لسقفه، في خطوة وُصفت بـ”الأخطر منذ 1967″، تهدف إلى السيطرة الكاملة عليه وتغيير طابعه الإسلامي.
التقرير يشير إلى منع رفع الأذان، واعتداءات متكررة على المصلين، وتحويل أجزاء من الحرم إلى مناطق يهودية، مع دعوة الوزارة لليونسكو للتدخل العاجل لمنع هذه التغييرات التي تنتهك اتفاقيات التراث الثقافي العالمي.
وأكدت الوزارة أن هذه السياسة تعكس استراتيجية إسرائيلية لـ”طمس الهوية الدينية والتاريخية” للقدس والخليل، وسط تحذيرات من تصعيد قد يؤدي إلى عدم استقرار إقليمي.
هذا التصعيد يأتي في ظل حرب غزة المستمرة، حيث أدت الاقتحامات إلى إصابة عشرات في رام الله برصاص مطاطي وغاز مسيل للدموع، مع اعتقال طفل وإصابة 58 آخرين في غارات سابقة.
منظمات حقوقية مثل هيومن رايتس ووتش وصفوا هذه الأفعال بـ”الانتهاكات المنهجية”، مطالبين بتدخل دولي فوري لوقف الاقتحامات وإعادة احترام الوضع القائم.
الشعب الفلسطيني يواجه اليوم تحديًا وجوديًا، حيث تُهدد هذه الانتهاكات ليس فقط المقدسات، بل التراث الثقافي والديني لأمة بأكملها، وسط صمت دولي يُشجع على المزيد من العنف. هل يوقظ هذا التصعيد الضمير الدولي، أم يستمر الظلم في صمت؟ الإجابة تكمن في ردود الفعل الدولية القادمة.