اقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، صباح اليوم الأربعاء، باحات المسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة، تحت حماية مشددة من شرطة الاحتلال، في خطوة أثارت موجة غضب واسعة في الأوساط الفلسطينية والعربية، ووصفتها منظمات إسلامية بـ”الاستفزاز الصريح والخرق للقانون الدولي”.
وفقاً لمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، جاء الاقتحام برفقة مجموعة من المستوطنين الصهاينة، الذين أدوا طقوساً تلمودية عند حائط البراق غرب المسجد، إحياءً لـ”عيد العُرش” العبري، وسط أغاني ورقصات استفزازية، مما أدى إلى طرد المصلين الفلسطينيين من الساحات.
شهدت ساحات المسجد توافد أعداد كبيرة من المستوطنين، الذين تجاوزوا 1000 شخص في بعض التقارير السابقة لنفس العيد، مع دعوات من منظمات الهيكل المزعوم لاقتحامات جماعية تهدف إلى تغيير الوضع القائم وفرض السيطرة الصهيونية على الأقصى.
أدانت حركة حماس الاقتحام كـ”تصعيد خطير يهدف إلى التهويد الكامل للمسجد”، فيما دعت الإمارات والأردن إلى وقف هذه الانتهاكات التي تهدد السلام الإقليمي.
كما حذرت وزارة الخارجية الفلسطينية من مخططات لتقسيم الأقصى زمانياً ومكانياً، مشيرة إلى أن أحد المستوطنين ارتدى قميصاً يحمل صورة “الهيكل المزعوم” أثناء الاقتحام.
وفي سياق التصعيد نفسه، اقتحمت قوات الاحتلال فجر اليوم مخيم العروب شمال الخليل، وأقدمت على تخريب محتويات متنزّه واعتقال صاحب محل تجاري وابنه في قرية مادما جنوب نابلس.
وأفادت مصادر فلسطينية بأن الحملة شملت مداهمات واسعة، مع تدمير منازل وتنكيل بالأهالي، قبل أن تُفرج عن جميع المعتقلين من المخيم لاحقاً، وسط إصابات بالرصاص والغاز السام.
هذه العمليات تأتي ضمن حملات مستمرة منذ أكتوبر 2023، حيث حولت الاحتلال المخيم إلى “ساحة تدريب”، مع اعتقال عشرات الشبان وتهديدات مباشرة من الجنود.
يُعد هذا الاقتحام المتكرر لبن غفير، الذي سبق في أبريل ومايو وأغسطس 2025، جزءاً من استراتيجية يمينية متطرفة لفرض واقع جديد في القدس، وسط حرب مستمرة على غزة وتصعيد في الضفة.
أثارت الحادثة هاشتاجات مثل #اقتحام_الأقصى على إكس، مع ملايين التفاعلات الغاضبة، ودعوات للتضامن الدولي للحفاظ على المقدسات الإسلامية.في الختام، يبدو أن هذه الانتهاكات ليست مجرد اقتحامات، بل محاولة لمسح الهوية الفلسطينية، مما يعزز الحاجة إلى موقف عربي موحد لردع التصعيد قبل تفجير المنطقة بأكملها.