في لقاء يُجْسِّدُْ التلاقي بين التراث الإسلامي والإنسانية العالمية، استقبل الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أمس بمقر المشيخة، الأمير جون دنلاب، رئيس منظمة فرسان مالطا، يرافقه ريكاردو باترنيو دي مونتيكوبو، وزير خارجيتها، لبحث سبل التعاون في القضايا الإنسانية ونشر قيم السلام والعدالة وسط أزمات العالم.
أكد الإمام الأكبر ضرورة تعزيز الشراكة بين المؤسسات الدينية والثقافية عالميًا، لإنقاذ الأبرياء والمستضعفين من “تقهقر أخلاقي وهيمنة لغة القوة والدمار”، التي يدفع ثمنها الأطفال والنساء والشيوخ واللاجئون المُجْبَرُونْ على النزوح.
وأضاف: “معاناة أهل غزة شاهد صارخ على غطرسة القوة وتجاهل كرامة الإنسان، لكن السلاح لم يعد يُزَيِّفْ صورة المحتل، بعد انكشاف حقيقته أمام الضمير العالمي الذي انتفض لنصرة المستضعفين، كما في مظاهرات الشباب والطلاب في عواصم أوروبا”.
من جانبه، أعرب الأمير دنلاب عن سعادته بلقاء شيخ الأزهر في هذه “المؤسسة التاريخية التي تمتد لأكثر من ألف عام”، مشيدًا بدورها في ترسيخ العدالة والسلام.
وأوضح أن منظمة فرسان مالطا، التي تملك علاقات دبلوماسية مع 115 دولة ومقرات في 50 دولة، تشترك مع الأزهر في الأهداف الإنسانية، وتقدم خدمات إغاثية وصحية بالتعاون مع الأمم المتحدة.
وأكد تطلعه لتعزيز الشراكة في دعم الفقراء والمرضى، ونشر “الأخوة الإنسانية”، خاصة في المناطق المنكوبة مثل غزة.يأتي هذا اللقاء في سياق تصاعد الجهود الدولية لوقف النزاع في غزة، حيث تجاوز عدد القتلى 42 ألفًا منذ أكتوبر 2023، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة، وسط دعوات متزايدة لإعادة الإعمار.
الأزهر، الذي يُعَدْ مرجعية إسلامية عالمية، يعزز دوره في الدبلوماسية الإنسانية، بينما فرسان مالطا – ذات التراث الصليبي – تُثْبِتْ أن التعاون يتجاوز الحدود الدينية. هل يُثْمِرْ هذا اللقاء إغاثة فورية للأبرياء؟ العالم ينتظر خطوات عملية، قبل أن يبتلع الدمار المزيد من الأرواح.
بوابة الساعة الإخبارية رئيس مجلس الإدارة محسن سرحان