من “فارس سوق المناخ” إلى مستفيد من الشؤون الاجتماعية: الحكاية المذهلة لسقوط ملياردير كويتي وبعد الثراء الفاحش يعيش على 500 دينار
في مشهد يلخص تقلبات الدنيا وقسوة الأزمات الاقتصادية، يروي جاسم المطوع، الملياردير الكويتي السابق الذي لُقّب يومًا بـ”فارس سوق المناخ”، قصة انحداره من قمة الثراء والنفوذ في ثمانينيات القرن الماضي، إلى حياة متواضعة يعتمد فيها على معاش شهري لا يتجاوز 500 دينار كويتي من وزارة الشؤون الاجتماعية.
وُلد المطوع عام 1943 في مدينة جبلة، وبدأ مسيرته موظفًا في وزارة الداخلية قبل أن يترك الوظيفة الحكومية في أواخر السبعينيات لينطلق إلى عالم التجارة. بذكاء استثماري وجرأة لافتة، أسس إمبراطورية مالية شملت محلات تجارية ومصانع، وسيطر على سوق المناخ، أحد أبرز أسواق الاستثمار والعقار في الكويت آنذاك، حتى بلغت ثروته عشرات المليارات من الدولارات، ممتلكًا عقارات وشركات وطائرات خاصة.
لكن عام 1982 حمل الكارثة، حين انفجرت فقاعة سوق المناخ المعتمدة على الشيكات الآجلة، فانهارت الأسعار وتوقفت عمليات الصرف، ما تسبب في أزمة ديون طاحنة. كان المطوع من أبرز المتضررين، إذ تبخرت ثروته المقدرة بعشرة مليارات دولار في أيام قليلة، وتركته الأزمة غارقًا في الديون وفاقدًا لكل أصوله.
في مقابلات إعلامية حديثة، تحدث المطوع بمرارة وهدوء عن حياته اليوم، قائلًا: “لا أراضي ولا حسابات بنكية، أعيش مع أولادي على 500 دينار شهريًا من الشؤون الاجتماعية”. وأكد أن مديونياته كانت تشمل أكثر من سبعة آلاف شخص قبل إغلاق السوق بقرار حكومي، ما عقد وضعه أكثر.
قصة جاسم المطوع تتجاوز حدود الحكاية الاقتصادية، لتصبح درسًا بليغًا عن هشاشة الثروة وأهمية التنويع في الاستثمارات، وتذكيرًا بأن المجد المالي مهما بلغ قد ينهار فجأة إذا لم يُدار بحكمة. واليوم، وهو في عامه الثاني والثمانين، يعيش حياة بعيدة عن الأضواء، فيما يظل اسمه حاضرًا في الذاكرة الكويتية كشاهد على أكبر أزمة مالية شهدتها البلاد.