في تطور مثير يشعل الأسواق، شهدت أسعار الذهب في مصر اليوم الأحد استقرارًا نسبيًا مع لمسة انخفاض خفيفة، بعد أيام من التذبذب الذي أرعب المستثمرين والمشترين على حد سواء.
وفقًا لآخر تحديثات نقابة التجار الذهبيين، سجل سعر جرام الذهب عيار 24 الخالص 6114 جنيهًا مصريًا، بينما استقر عيار 21 – الأكثر شعبية بين المصريين – عند 5350 جنيهًا، محققًا خسارة طفيفة قدرها 35 جنيهًا مقارنة بإغلاق الجمعة الماضية.
أما عيار 18، فقد بلغ 4586 جنيهًا، ووصل سعر الجنيه الذهب (8 جرامات عيار 21) إلى 42800 جنيه، مما يعكس هدوءًا مؤقتًا في سوق يتأرجح بين الفرص والمخاطر.
هذا الاستقرار يأتي مدفوعًا بهدوء حركة الأونصة الذهبية عالميًا، التي تجاوزت 2750 دولارًا أمريكيًا مؤخرًا، مع تأثير إيجابي من استقرار سعر صرف الجنيه أمام الدولار بعد قرارات البنك المركزي الأخيرة.
ومع ذلك، يُعزى التذبذب السابق إلى عوامل عالمية معقدة، بما في ذلك التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، وتخفيضات أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، بالإضافة إلى الطلب المتزايد من البنوك المركزية الصينية والهندية.
على المستوى الشهري، ارتفع عيار 21 بنسبة 3.7% خلال أكتوبر، مسجلاً أعلى مستوى تاريخي للأونصة عند 4381 دولارًا، مما يعكس قوة الذهب كملاذ آمن وسط عدم اليقين الاقتصادي العالمي.
في السوق المصري، أثار هذا الانخفاض الطفيف حماسًا بين المتعاملين، الذين يرون فيه فرصة للشراء قبل توقعات الارتفاع الوشيك.
خبراء مثل محمد الغريب، محلل أسواق مالية، يحذرون: “الاستقرار الحالي قد يكون فترة هدوء قبل عاصفة، مع توقعات بموجة صعود جديدة قد تدفع عيار 21 إلى 5500 جنيه قريبًا، مدعومًا بتقارير بنك مورغان ستانلي التي ترى متوسط سعر الأونصة عند 4300 دولار في 2026”.
ومع تزايد الطلب المحلي بنسبة 15% هذا العام، خاصة مع اقتراب موسم الأعياد، ينصح الخبراء المستثمرين الصغار بمراقبة مؤشرات الدولار والتضخم، وتجنب الاندفاع دون استشارة متخصصين.
هذا الوضع يعيد طرح تساؤلات حول مستقبل الذهب في مصر: هل هو استثمار آمن أم مخاطرة؟ مع استمرار التحديات الاقتصادية المحلية، مثل ارتفاع تكاليف الاستيراد، يبقى الذهب خيارًا مفضلاً للحفاظ على المدخرات.
وفي الختام، إذا كنت تفكر في الاستثمار، اليوم قد يكون الوقت المناسب – قبل أن يلمع الذهب أكثر!
بوابة الساعة الإخبارية رئيس مجلس الإدارة محسن سرحان