بقلم: اللواء أحمد سلامة
متخصص في قضايا الشأن العام والوعي المجتمعي
الفرق بين رجال الحزب الوطني سابقًا، ومرشحي الأحزاب الحالية:
1. القاعدة الشعبية والانخراط المباشر:
كثير من رجال الحزب الوطني الديمقراطي كانوا منغمسين فعليًا في الشارع، عندهم قواعد انتخابية حقيقية، وتاريخ ممتد من العمل السياسي والخدمي، سواء اتفقنا أو اختلفنا معهم.
أما أغلب مرشحي الأحزاب الحالية، فبعضهم ظهر فجأة على الساحة، دون تاريخ يُذكر أو ارتباط حقيقي بالجماهير، مما خلق فجوة في الثقة والانتماء.
2. الخطاب السياسي:
رجال الحزب الوطني – رغم كل الملاحظات – كانوا يُجيدون الخطاب السياسي والظهور المتوازن.
في المقابل، يُلاحظ أن بعض مرشحي الأحزاب الحالية يعتمدون على الوجاهة الاجتماعية أو النفوذ المالي، دون رؤية سياسية واضحة أو قدرة على الإقناع الجماهيري.
3. التنظيم الحزبي والتماسك:
الوطني كان يملك تنظيمًا قويًا من حيث التدرج القيادي والانتشار بالمحليات، وهو ما لا يتوفر بالقدر نفسه في أحزاب اليوم، التي يبدو كثير منها هشًا أو معتمدًا على توجهات وقتية.
4. الهوية السياسية:
رجال الحزب الوطني – على الأقل – كانوا معروفين باتجاه معين، بينما عدد من مرشحي الأحزاب الحالية يدخل الانتخابات باسم “حزب” لا يُعرف له توجه سياسي حقيقي، ولا يُفرّق كثيرًا عن المستقلين.
5. الطموح الشخصي مقابل العمل العام:
جزء من السياسيين المخضرمين يرى أن أغلب الوجوه الحزبية الجديدة تنظر إلى البرلمان كمنصة للوجاهة والمصالح، لا كأداة رقابية وتشريعية.
بينما – رغم فساد بعض الرموز في الماضي – كان هناك حضور سياسي حقيقي ومنافسات حزبية أكثر وضوحًا.
كلمة أخيرة:
لا نقول إن الماضي كان مثاليًا، ولا الحاضر كله سيئ، لكن المقارنة تكشف أن التراجع الحقيقي كان في “الثقة” و”الانتماء”، وأن استعادة الحياة الحزبية الحقيقية تبدأ من احترام عقل المواطن، وربط المرشح بالمبدأ لا بالمصلحة.
أسأل الله أن ينفع بما أكتب، ويجعله في ميزان حسناتي وحسنات من يقرأ.