بوابة الساعة الإخبارية رئيس مجلس الإدارة محسن سرحان
بقلم: اللواء أحمد سلامة
متخصص في قضايا الشأن العام والوعي المجتمعي
المخدرات الرقمية… “السمّ الجديد” في أذن أولادنا!،في زمنٍ أصبحت فيه “الجرائم ناعمة” و”المخدرات صامتة”، ظهر نوع جديد من المخاطر اسمه المخدرات الرقمية… لا تُباع في الشوارع، ولا تُشم أو تُحقن، بل تُحمل من الإنترنت وتُسمع عبر السماعات، لتتسلل إلى العقول من دون رائحة ولا أثر واضح.
إنها ملفات صوتية تُعرف علميًا باسم “النبضات الثنائية” (Binaural Beats)، يدّعي مروجوها أنها تمنح متعة، نشوة، هدوء أو حتى “هلوسة” تشبه تأثير بعض المواد المخدرة… وهي تُستهدف بها عقول شبابنا ومراهقينا الباحثين عن التجربة أو الهروب أو حتى الملل.
⚠️ ما الخطر الحقيقي؟
هذه النبضات تؤثر على الموجات الدماغية، ما قد يُحدث اضطرابات في التركيز، النوم، أو السلوك.
تُباع غالبًا عبر مواقع مجهولة، وبعضها يشترط تحميل تطبيقات قد تكون بوابة للتجسس أو الابتزاز أو حتى الاستدراج.
وقد تكون في أحيان كثيرة بابًا خلفيًا للتدرج نحو المخدرات التقليدية.
👨👩👧👦 نصائح للآباء: افهم… لا تخوّف!
1. اقترب قبل أن تراقب
لا تجعل علاقتك بأولادك قائمة فقط على الأوامر والمنع، بل على التفاهم والاحتواء… فالابن الذي يشعر بأنه مسموع، لا يبحث عن “من يسمعه” في العالم الرقمي.
2. تابع التكنولوجيا معهم… لا ضدهم
حمّل معهم بعض التطبيقات، وافتح مواقعهم المفضلة، وشاركهم فضولهم، حتى تسبقهم بالمعرفة.
3. علّمهم أن الفضول له ضريبة
اشرح أن التجربة لها ثمن، وأن هناك من يصنع السموم النفسية والعقلية بذكاء أكبر مما نتخيل.
4. شغل أوقاتهم قبل أن يشغلهم غيرك
الفراغ عدو خبيث… فابدأ برياضة، أو مهارة، أو حتى ساعة تطوع، تربّي فيها الروح قبل الجسد.
5. ازرع بداخلهم قيمة “القناعة” و”التمييز”
ليس كل ما يُقال “علمي” هو مفيد، وليس كل “جديد” آمن.
في النهاية…
لسنا ضد التكنولوجيا، ولا ضد التجربة الواعية، لكننا ضد أن تصبح عقول أولادنا “معامل تجريب” لمجهولين على الشبكة.
اللهم احفظ أبناءنا من كل فتنة خفيّة، واجعلنا لهم عونًا لا عبئًا.
أسأل الله أن ينفع بما أكتب، ويجعله في ميزان حسناتي وحسنات من يقرأ. 🛡️
