بوابة الساعة الإخبارية رئيس مجلس الإدارة محسن سرحان
يُعد هنري الثامن (1491-1547) أحد أكثر ملوك إنجلترا إثارة للجدل، تحول من أمير رياضي وسيم إلى طاغية سمني يعاني أمراضاً مزمنة، انتهت بموت مروع مليء بالألم والتحلل. رغم المبالغات في بعض الروايات الشعبية، تكشف السجلات التاريخية والتحليلات الطبية الحديثة قصة صحية مأساوية بدأت بحادث مبارزة عام 1536.
في 24 يناير 1536، سقط هنري، البالغ 44 عاماً، من جواده المدرع خلال مبارزة في غرينتش، وسقط الحصان فوقه. فقد الوعي لساعتين، وأعاد الحادث فتح جرح قديم في ساقه، مما أدى إلى قرح مزمنة لم تلتئم أبداً.
يرجح خبراء طبيون أن الإصابة سببت التهاب عظم ونقي (osteomyelitis)، أو جلطات وريدية أدت إلى تقرحات وريدية، مع تفاقم بسبب السمنة وعدم القدرة على الحركة.
عانى هنري 11 عاماً من ألم مبرح، صديد كريه الرائحة، وحمى متكررة. زاد وزنه إلى أكثر من 180 كجم، وأصبح غير قادر على المشي، مما استلزم تعديل القصور بأبواب أوسع ورفعه ببكرات.
يُنسب تغير شخصيته إلى الألم المزمن، لا إصابة دماغية مباشرة، رغم نظريات تربط الحادث بجنون العظمة والتقلبات المزاجية.
في يناير 1547، تفاقمت حالته: غرغرينا، فشل كبدي وكلوي، وانتفاخ شديد. مات في 28 يناير بعد تشنجات عنيفة، محاطاً برائحة عفنة. أثناء نقل الجثة إلى ويندسور، توقف الموكب ليلاً في دير سيون (سابقاً).
تسرب سوائل تحلل من النعش الرصاصي بسبب الغازات والاهتزاز، ولعقت كلاب ضالة البقايا في الصباح – رواية موثقة جزئياً، ربما مبالغ فيها لأغراض دعائية تربطها بلعنة قديمة.
دُفن هنري بجانب جين سيمور، لكن قبره مهمل حتى اليوم. قصته تذكير بكيف غيرت إصابة واحدة مسار تاريخ إنجلترا، من إعدامات إلى إصلاح ديني.
