في ديسمبر 2023، هزت منطقة دار السلام بالقاهرة جريمة مروعة أطلق عليها الإعلام “مذبحة دار السلام”. البطل السلبي هو المهندس أحمد محمد عبد الشافي، الشاب البالغ 23 عاماً، معيداً بإحدى الجامعات الخاصة، الذي أنهى حياة أربعة أشخاص: والديه، شقيقه، وصديق الأسرة، طمعاً في الميراث.
اليوم، 24 أكتوبر 2025، أحالت محكمة جنايات القاهرة أوراقه إلى المفتي لاستطلاع الرأي الشرعي في الإعدام، بعد جلسات محاكمة استمرت أكثر من عام.
البداية: الطمع في العقارات
بدأت القصة باستغلال أحمد جهل والديه، محمد أحمد عبد الشافي (55 عاماً، فرارجي) وعزة عبد التواب (45 عاماً، ربة منزل). قام بتبصيم والده على عقارين مملوكين له، مستغلاً عدم معرفته بالإجراءات القانونية.
عندما اكتشف الأب الأمرى، نشبت خلافات عنيفة حول تقسيم الميراث، حيث أراد أحمد الاستحواذ على كل شيء لشراء شقة في منطقة راقية.
يوم 1 ديسمبر: قتل الوالدين
في مساء ذلك اليوم، عاد أحمد إلى المنزل بحجة تناول الغداء، مخفياً سلاحاً نارياً وبندقية آلية، وسلاحاً أبيض. اندلعت مشادة كلامية مع والده، تحولت إلى اعتداء:
طعن أحمد والده بعدة طعنات نافذة في أماكن متفرقة من جسده، ثم أطلق عليه أعيرة نارية أودت بحياته. سمعته والدته صراخه، فهرعت للاستغاثة، لكن الابن عاجلها بعيارين ناريين على السلم، فسقطت غارقة في دمائها.
لإخفاء الجريمة، نقل جثة والده إلى الجراج أسفل السيارة، وجثة والدته إلى أسفل سريرها في الطابق الثاني، مغطياً إياهما بطبقات أسمنتية ومواد بناء اشتراها لهذا الغرض، لمنع انتشار الرائحة. أزال آثار الدماء، واستولى على مصوغاتها الذهبية (سلسلة، دلاية، حلق) وهواتفهما، ثم أغلق أرقامهما.
بعد 5 أيام:
استدراج الضحيتين الأخريين نخشية افتضاح أمره، عقد أحمد العزم على قتل شقيقه هيثم (صاحب محل دواجن، يُلقب بـ”هيثم فرخة”) وصديق والده أحمد عبد القوي (69 عاماً، فرد أمن). في 6 ديسمبر، استدرج هيثم بحيلة “رؤية الوالدين”، وبمجرد وصوله إلى المنزل، أطلق عليه أعيرة نارية قاتلة.
كان عبد القوي قد رافق هيثم لتهدئة الخلاف، فأجهز عليه أيضاً بنفس الطريقة، ثم دفن جثتيهما في قبور أسمنتية بالطابق الأرضي.
الكشف والاعتقال
بعد يومين، تلقت غرفة عمليات قسم شرطة دار السلام بلاغاً من نجل عبد القوي بتغيب والده.
كشفت كاميرات المراقبة خط سير الضحيتين إلى المنزل دون خروج. عند تفتيش العقار، عثرت الشرطة على الجثث الأربع، مغطاة بالأسمنت.
اعترف أحمد فوراً، قائلاً: “قتلتهم بسبب الفلوس”، مشيراً إلى أنه حرر محضراً كاذباً بغياب والديه لإبعاد الشبهة.
التحقيقات والمحاكمة
وجهت له تهم القتل العمد مع سبق الإصرار، حيازة أسلحة، وإخفاء جثث. أدلت النيابة بـ20 طلقة نارياً وأسلحة بيضاء كأدلة. في يونيو 2024، أحيل إلى محكمة جنايات القاهرة (القضية 3057/2024).
وشهدت الجلسات تأجيلات متكررة حتى الإحالة الأخيرة للمفتي، مما يمهد لإصدار حكم الإعدام المؤقت. هذه الجريمة، التي امتدت على مدار أيام، أثارت صدمة في المجتمع المصري، محذرة من مخاطر الطمع العائلي.
التحقيقات أكدت عدم وجود دافع نفسي آخر، بل خلاف مالي بحت.
بوابة الساعة الإخبارية رئيس مجلس الإدارة محسن سرحان