خيّم الحزن الدامس على محافظة الدقهلية بعد مأساة أليمة شهدتها مدينة المنصورة يوم الثلاثاء 2 ديسمبر 2025، حيث أودى حريق هائل داخل مول تجاري بمنطقة سوق الخواجات في شارع بورسعيد بحياة 5 أشخاص، بينهم أب وابنه، وأصاب 13 آخرين بدرجات متفاوتة من الخطورة.
تحول المكان، الذي يُعد واحة تجارية مزدحمة، في دقائق إلى جحيم من اللهب والدخان، مما أثار صدمة واسعة بين السكان والتجار، وسط حالة ذعر غطّت سماء المنطقة بدخان كثيف.
اندلع الحريق داخل مول “رأفت صيام” للملابس، الذي يتكون من 4 طوابق مليئة بكميات هائلة من البضائع، حوالي الساعة 2 ظهرًا، بعد نصف ساعة فقط من إغلاق المحل، وسرعان ما امتد إلى المباني المجاورة بسبب كثافة المواد القابلة للاحتراق.
أفادت التحقيقات الأولية لقوات الحماية المدنية، التي دفع بـ13 سيارة إطفاء و6 سيارات إسعاف، بأن السبب الأرجح شرارة كهربائية ناتجة عن ماس كهربائي، مما أدى إلى احتراق بضائع تقدر قيمتها بملايين الجنيهات.
استغرق إخماد النيران أكثر من ساعتين، وسط جهود بطولية من رجال الإنقاذ لإجلاء المتواجدين، مع إدارة المحافظ عمليات الإخماد من غرفة التحكم المركزية.
من أبرز الضحايا محمد مصطفى الطنطاوي (43 عامًا، مقيم بشبرا بدين)، مدير مبيعات، وابنه ماجد علي محمد مصطفى (22 عامًا)، اللذين كانا يعملان داخل المول وقت الحادث، إضافة إلى رأفت ماهر محمد صيام (27 عامًا، مقيم حي الجامعة)، نجل صاحب المحل الذي حاول إنقاذ البضائع فاقدًا حياته، ومحمد أحمد السيد نخلة (37 عامًا، مقيم شارع عبد السلام عارف)، وأدهم مصطفى البنا (30 عامًا، مقيم شارع بورسعيد)، صاحب المحل.
تم نقل الجثامين إلى مشرحة مستشفى الطوارئ الجامعي، بينما أُسعف المصابون إلى المستشفيات المختصة، وخرج 4 منهم بعد تلقي العلاج، فيما يخضع الباقون للرعاية المكثفة بسبب الاختناق والحروق.
في رد فعل سريع، أعلن اللواء طارق مرزوق، محافظ الدقهلية، تعازيه الحارة لأسر الضحايا، وأكد توفير كل الدعم المادي والمعنوي لهم، مشيرًا إلى إدارة العمليات من غرفة التحكم المركزية لضمان التنسيق الفعال.
كما أمر بتشكيل لجنة تحقيق للكشف عن أسباب الحادث ومنع تكراره، مع التركيز على فحص أنظمة السلامة في الأسواق التجارية. وأضاف أن الدولة ستغطي تكاليف العلاج والدفن، وسط تضامن شعبي واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أطلق هاشتاج #حريق_المنصورة يطالب بتعزيز الرقابة على المباني التجارية.
يُعد هذا الحادث أحد أكبر الكوارث في تاريخ المنصورة، ويثير تساؤلات حول مدى جاهزية المنشآت التجارية لمثل هذه الحوادث، خاصة في الأسواق الشعبية المزدحمة.
التحقيقات مستمرة، وتُدفن الجثامين غدًا وسط حزن يعم المدينة، تاركًا جرحًا عميقًا في وجدان أهل الدقهلية.
بوابة الساعة الإخبارية رئيس مجلس الإدارة محسن سرحان





