بقلم: محمد خليل قويطة زعيم المستقلين بمجلس الشعب سابقا
تجربتي الانتخابية بين المترشح والناخب: من الميدان إلى قاعة البرلمان،العمل البرلماني ليس مقعداً يُحصد بالصوت العالي أو الشعارات الرنانة، بل هو رسالة ومسؤولية تبدأ من فهم أوجاع الناس ومعايشة همومهم اليومية، وتنتهي بمكاشفة صريحة معهم بكشف حساب عمّا تم إنجازه. التجربة الانتخابية الحقيقية لا تُبنى على “الهبوط بالبراشوت” بل على الوجود الفعلي وسط الناس، والإنصات لهم، وتحويل احتياجاتهم إلى برامج واقعية وخطط قابلة للتنفيذ.
أولاً: قواعد أساسية لأي مترشح
معايشة الناس: لا بد أن يعرف المترشح مشاكل دائرته عن قرب، ويعيش تفاصيلها اليومية، فلا يكفي أن يتحدث من بعيد.
برنامج واقعي: على المترشح أن يضع خطة عملية تُعالج القضايا المحلية، بعيداً عن الوعود الفضفاضة.
الشفافية مع الناخبين: احترام الناخب يقتضي عرض كشف حساب دوري يوضح ما أُنجز فعلاً، مدعماً بالمستندات والحقائق، كما حدث في المؤتمر العام الذي عقدته أمام مسجد النصر بفارسكور.
إدراك طبيعة المنافسة: أرض الانتخابات ليست مفروشة بالورود، خصوصاً في دوائر انتخابية واسعة مثل (فارسكور – السرور – الزرقاء – كفر سعد – كفر البطيخ) التي يخرج منها نائبين فقط.
ثانياً: تحديات المترشح بعد الفوز
مواجهة أعداء النجاح أو ما يمكن تسميتهم بـ”فئران المركب”، ممن يحاولون التقليل من أي إنجاز وربطه بمصالح شخصية أو تصويره على أنه منسوب للدولة فقط.
التعامل مع التشويه المتعمد الذي يحاول البعض من خلاله بث الشائعات مثل “السيارة المكسّرة بفارسكور” و”السيارة الفارهة بالقاهرة”، وغيرها من القصص الملفقة التي تهدف إلى هز صورة النائب أمام الناس.
ثالثاً: نماذج من إنجازات برلمانية واقعية
رغم العراقيل والمثبطين، إلا أن ما تحقق على أرض الواقع يثبت أن خدمة الناس لا تحتاج إلا إلى إرادة قوية، وحوار صادق مع الوزراء، واستغلال أدوات الرقابة البرلمانية بموضوعية. ومن أبرز تلك الإنجازات:
الإسكان: تنفيذ مشروع إسكان الشباب على أرض تعليب فارسكور (24 برجًا – 1536 شقة – 156 محل).
التعليم: إعادة بناء مدرسة الشهيد إسماعيل فهمي، إنشاء مدرسة ثانوية للبنات، وأكبر مدرسة صناعية بالرحامنة.
الرياضة والشباب: إنشاء الصالة المغطاة للألعاب الرياضية، حل مشكلة ملعب النادي الأهلي بفارسكور، وإنشاء مراكز شباب متعددة.
الصحة: إنشاء مستشفى الأمراض المتوطنة والإسعاف، عيادة الحي بثلاثة أدوار، قرارات علاج على نفقة الدولة.
البنية التحتية: تنفيذ محطة الصرف الصحي بعد تأخر 22 عاماً، تغطية الترعة الشرقاوية، إنشاء إدارة مرور فارسكور والزرقا، كوبرى قويطه، ومطلع الكوبري العلوي.
الثقافة والدين: إنشاء قصر ثقافة فارسكور بعد توقف 18 عاماً، تجديد مساجد المدينة، تنفيذ مسجد الحديدي ومسجد العبد كأول جامع بمحافظة دمياط.
المشروعات الكبرى: المساهمة في إنشاء جامعة دمياط، إنقاذ جزيرة رأس البر من مشروع “أجريوم”، تطوير مكتب السجل المدني، وإنشاء كورنيش النيل كمتنفس لأهالي المدينة.
رابعاً: مواجهة التشكيك والمثبطين
حينما قيل: “هذه مشروعات الدولة وخططها!”، كان الرد واضحاً: أين كانت تلك المشروعات طوال عشرات السنين؟ ولماذا لم تر النور إلا بعد جهود وضغط نيابي مستمر؟.
الإنجاز ليس في الفكرة وحدها، بل في تحويلها إلى واقع عبر المتابعة، والإصرار، وإقامة الجسور مع الحكومة لخدمة الناس لا لمصالح شخصية.
خامساً: الدروس المستفادة للناخب والمترشح
للمترشح: النجاح لا يأتي بالوعود ولا بالصور الدعائية، بل بالقدرة على الإنجاز وسط الناس.
للناخب: حسن الاختيار هو أساس بناء برلمان قوي، ومحاسبة النائب بموضوعية واجب وطني.
خاتمة
التجربة الانتخابية الحقيقية لا تُقاس بعدد المقاعد أو طول فترة العضوية، بل بمدى ما تُرجم من الوعود إلى مشروعات حقيقية، وبمدى المكاشفة مع الناخبين. فالمترشح الذي يهبط من السماء بالبراشوت سرعان ما ينكشف، أما من يعيش بين الناس ويُترجم مطالبهم إلى حقائق، فيبقى اسمه شاهداً على خدمة الوطن.