بوابة الساعة الإخبارية رئيس مجلس الإدارة محسن سرحان
في تطور دراماتيكي يعكس التوتر المتصاعد حول أزمة غزة، أعلنت هيئة البث الإسرائيلية اليوم الثلاثاء 7 أكتوبر 2025، ترحيل جميع المشاركين في “أسطول الصمود العالمي” (Global Sumud Flotilla) بعد احتجازهم داخل إسرائيل، باستثناء ناشطة إسبانية تم إبقاؤها قيد التوقيف بتهمة اعتدائها على عناصر أمن خلال فترة احتجازها.
هذا الأسطول، الذي انطلق من برشلونة في 31 أغسطس الماضي برفقة أكثر من 40 سفينة و500 ناشط من عشرات الدول، كان يهدف إلى كسر الحصار الإسرائيلي البحري عن غزة وتوصيل مساعدات إنسانية تشمل الغذاء والماء والأدوية، لكنه تم اعتراضه في المياه الدولية في 2 أكتوبر، مما أدى إلى اعتقال 479 ناشطًا، بما في ذلك النشطاء البارزين مثل غريتا ثونبرغ والبرازيلي ثياغو أفيلا والإيطالية أدا كولاو.
أكدت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن 341 ناشطًا قد تم ترحيلهم حتى الآن، بما في ذلك ثونبرغ التي وصلت إلى مطار أثينا اليوناني مساء أمس أمام حشود مؤيدة لفلسطين، حيث وصفت العملية بأنها “غير قانونية تمامًا”، مشيرة إلى نقل النشطاء قسرًا إلى إسرائيل ثم معاملتهم كداخلين غير شرعيين.
ومع ذلك، أبقت السلطات على الناشطة الإسبانية رييس ريغو سيرفيلا (من مايوركا) قيد الاعتقال لمدة إضافية ثلاثة أيام بناءً على قرار محكمة بئر السبع، بتهمة عض موظف طبي في سجن كتزيوت، وهي إحدى الـ140 ناشطًا المتبقين في الاحتجاز، بما في ذلك 19 أمريكيًا و3 كنديين سيتم إطلاق سراحهم قريبًا وفقًا لوزارة الخارجية الكندية.
روى عدد من المفرج عنهم، الذين وصلوا إلى مطارات مدريد وبارسلونة وأثينا وإسطنبول، عن ظروف احتجاز قاسية في سجن كتزيوت، شملت حرمانهم من الطعام والماء النظيف والاستشارات القانونية، بالإضافة إلى الضرب والإهانات.
أفاد ناشط سويسري بأنهم أُجبروا على مشاهدة صور لهجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، بينما وصف آخرون معاملة “كالقرود”، مع حرمان من النوم وإغلاق في أقفاص، واستخدام كلاب للترهيب وليزر أسلحة موجه نحو السجناء.
وصلت الاتهامات من نشطاء سويسريين وإسبان وتركيين، الذين أكدوا أن العنف كان شائعًا، مما أثار حملات هاشتاج عالمية مثل #FreeGazaFlotilla و#EndIsraeliAbuse، مطالبة بتحقيق دولي.
في المقابل، نفت وزارة الخارجية الإسرائيلية هذه الادعاءات بشدة، واصفة إياها بـ”الأكاذيب السافرة”، وأكدت التزام السلطات بالقوانين الدولية والمعايير الإنسانية، مشيرة إلى أن “الوحيدة التي مارست العنف كانت الإسبانية التي عضت موظفًا طبيًا”.
ووصفت إسرائيل الأسطول بـ”حيلة إعلامية تفيد حماس”، معتبرة أن اعتراضه يحمي الأمن القومي، وسط اتهامات للفلسطينيين بسرقة المساعدات الداخلية.
وفقًا لتقرير الأمم المتحدة في أغسطس، يعاني شمال غزة من مجاعة، بينما حظرت إسرائيل الدخول لأشهر قبل السماح المحدود في مايو.هذه الواقعة، التي أدانتها جنوب أفريقيا وتركيا والاتحاد الأوروبي، تعيد إلى الأذهان محاولات سابقة لـ”تحالف أسطول الحرية” في يونيو، التي انتهت بترحيل ثونبرغ أيضًا. النشطاء يعدون بأسطول جديد قريبًا، بينما يترقب العالم ردود الفعل الدولية، خاصة مع استمرار الحرب في غزة التي أودت بحياة عشرات الآلاف.
هل يؤدي هذا إلى ضغط أكبر على إسرائيل، أم يبقى جزءًا من الدورة الدموية؟ الإجابة تكمن في الخطوات القادمة للمجتمع الدولي.
