بوابة الساعة الإخبارية رئيس مجلس الإدارة محسن سرحان
أعلن الدكتور محمد أبو سلمية، مدير مجمع الشفاء الطبي في غزة، اليوم الأحد 19 أكتوبر 2025، عن تسليم سلطات الاحتلال الإسرائيلي 130 جثمانًا لفلسطينيين، مع تعهدات بإضافة 450 جثمانًا آخرين خلال الأيام المقبلة، في خطوة أثارت غضبًا فلسطينيًا واسعًا بسبب حالة الجثامين المشينة.
ووصف أبو سلمية الجثامين بأنها وصلت في “أوضاع إنسانية صعبة”، مع آثار تعذيب واضحة تشمل الضرب الشديد، تكبيل الأيدي، وتغطية الأعين، إلى جانب فتح البطون وحشوها بالقطن مع فقدان أعضاء داخلية، مما يثير تساؤلات حول جرائم حرب محتملة واتجار بالأعضاء.
في مشهد يقطع القلوب، تجمع أهالي الضحايا في مجمع ناصر الطبي للتعرف على أقربائهم، حيث نجحت بعض الأسر في التعرف عبر الملابس أو علامات جسدية بسيطة، بينما تعذر على آخرين تحديد الهوية بسبب تشوه الملامح الشديد.
وأكد أبو سلمية، الذي أُطلق سراحه من الاعتقال الإسرائيلي في يوليو الماضي بعد 7 أشهر، أن الجثامين لم تُدفن بعد، ومن المقرر دفنها في مقابر جماعية بدير البلح خلال الأسبوع الجاري، وسط أزمة صحية متفاقمة في غزة حيث لم تصل أي مساعدات طبية جديدة.
جاء التسليم كجزء من اتفاقات متبادلة في سياق هدنة هشة، لكنه أثار اتهامات بـ”سرقة الأعضاء”، مستندًا إلى تاريخ إسرائيلي سابق كشفته تحقيقات داخلية عام 2009 في معهد أبو كبير للطب الشرعي، حيث أُخذت أنسجة وأعضاء من جثامين فلسطينيين دون إذن.
وقال الدكتور جهاد أبو لحية، أستاذ القانون، إن هذه الممارسات “تندرج تحت جرائم الاختفاء القسري وتعدي على الجثث”، مطالبًا بتحقيق دولي عاجل من المحكمة الجنائية الدولية.
أعرب مسؤولون فلسطينيون عن غضبهم، مشيرين إلى أن هذا التسليم يكشف “وحشية الاحتلال”، وسط استمرار العدوان الذي أودى بحياة أكثر من 42 ألف فلسطيني منذ أكتوبر 2023.
ولم يصدر تعليق رسمي إسرائيلي، لكن مصادر أمنية أكدت أن الجثامين من “معتقلين سابقين”، مما يعزز الشكوك حول معاملتهم. يُعد أبو سلمية، الذي فقد أفرادًا من عائلته في قصف سابق على منزله في سبتمبر، صوتًا بارزًا في توثيق الانتهاكات، مطالبًا المنظمات الدولية بالتدخل الفوري لوقف “الجرائم الممنهجة”.
