كتبت: نهلة مبارك
“جيل اللاقرار: لماذا يخاف الشباب من الالتزام؟”،في زمن تتسارع فيه الأحداث، وتتنوع فيه الخيارات، نشهد ظاهرة اجتماعية جديدة بدأت تتفشّى بين أوساط الشباب، وهي الخوف من الالتزام واتخاذ القرارات المصيرية. لا حديث عن الزواج إلا وينتهي بـ”لسّا بدري”، ولا نقاش حول العمل إلا ويُختم بـ”مش لاقي نفسي”، ولا مشروع يبدأ إلا ويتوقف بعد أيام قليلة… فما الذي يحدث؟
“جيل اللاقرار” هو مصطلح يُطلق على فئة كبيرة من الشباب الذين يتجنبون اتخاذ قرارات حاسمة في حياتهم، سواءً على المستوى العاطفي أو المهني أو حتى الشخصي. هم يعيشون حالة دائمة من التردّد، يتنقلون من فكرة إلى أخرى، ومن علاقة إلى أخرى، دون استقرار حقيقي.
ما هي الأسباب النفسية والاجتماعية؟
1.الخوف من الفشل نشأ هذا الجيل في بيئة تُمجّد النجاح وتُدين الخطأ. فأصبح الفشل مرادفًا للضعف، مما أدى إلى تجنّب القرارات التي قد تفضي إلى تجربة فاشلة.
2.الضغوط الاقتصاديةوارتفاع تكاليف المعيشة، والبطالة، وصعوبة تكوين حياة مستقرة ماديًا، كلّها عوامل تجعل من فكرة الالتزام — وخاصة الزواج أو إنشاء مشروع — عبئًا لا يُحتمل.
3. ثقافة الاستهلاك السريع ومواقع التواصل الاجتماعي صنعت نموذجًا لحياة مثالية وسريعة وخالية من المسؤولية، فأصبح كثيرون يفضّلون العيش في “لحظة ممتعة” بدلًا من بناء مستقبل طويل الأمد.
4.ضعف النضج العاطفي وكثرة العلاقات السطحية وسهولة الانفصال جعلت الالتزام العاطفي أمرًا يبدو مُرعبًا، بل أحيانًا غير منطقي.
وهذه هي النتائج المترتبة علي ذلك
•غياب الاستقرار النفسي والشعور الدائم بالضياع.
•علاقات هشة لا تصمد أمام أول خلاف.
•سيرة ذاتية مزدحمة بالأعمال دون إنجاز حقيقي.
•فقدان الهدف والمعنى في الحياة.
وهناك بعض الحلول
إعادة تعريف النجاح بانه لا بأس من الفشل، بل هو جزء من النمو.
تعزيز ثقافة الحوار والتربية على التعبير عن الذات واتخاذ القرار منذ الصغر.
دعم الاستقلاليةو منح الشباب مساحات للتجربة دون خوف من اللوم.
الاحتفاء بالاستقرار: لا يجب أن يُنظر إلى الزواج أو الوظيفة الثابتة كقيود، بل كخيارات إنسانية ناضجة.
والنهايه جيل اليوم ليس ضعيفًا، بل هو محاط بتحديات غير مسبوقة. لكن الاعتراف بالمشكلة هو الخطوة الأولى نحو الحل. نحن بحاجة إلى جيل يعرف كيف يختار، كيف يلتزم، وكيف يبني حياة لا تخلو من المسؤولية، لكنها أيضًا لا تفتقد للحرية