بوابة الساعة الإخبارية رئيس مجلس الإدارة محسن سرحان
في رد حاد يُعْلِنُْ التصعيد الدبلوماسي، استنكرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بشدة ما وصفته بـ”الافتراءات” الصادرة عن القيادة الوسطى الأمريكية (CENTCOM)، المتعلقة بمزاعم نهب شاحنة مساعدات إنسانية في قطاع غزة، مؤكدةً أن هذه الادعاءات “باطلة ولا أساس لها من الصحة”.
جاء البيان الصحفي لحماس اليوم الأحد كرد فعل فوري على نشر الوزير الأمريكي السابق ماركو روبيو – المرشح لمنصب وزير الخارجية في إدارة ترامب الجديدة – مقطع فيديو عبر “إكس” يزعم فيه تورط عناصر من حماس في سرقة شاحنة مساعدات مخصصة للمدنيين، مما “يحرمهم من الإمدادات الضرورية ويقوض خطة الرئيس دونالد ترامب المكونة من 20 بندًا لدعم الأبرياء”.
أكدت الحركة في بيانها أن “المزاعم الأمريكية تأتي في إطار محاولات لتبرير تقليص المساعدات الإنسانية المحدودة أصلًا التي تصل إلى المدنيين في القطاع المحاصر”، مشيرةً إلى أن “المشهد المختلق الذي استندت إليه CENTCOM مفتعل ويهدف إلى تبرير سياسات الحصار المفروضة على غزة وتقليص الدعم الدولي”.
وأضافت: “الادعاءات باطلة، تفتقر إلى أدلة ميدانية، وتشكل جزءًا من حملة تضليل منهجية لتشويه صورة حماس وتبرير الإجراءات العدوانية”.
يأتي هذا التبادل الناري وسط توتر متصاعد بين واشنطن وحماس حول آليات توزيع المساعدات في غزة، التي تعاني نقصًا حادًا في الغذاء والدواء منذ أشهر بسبب الحصار الإسرائيلي المدعوم أمريكيًا، حيث وصلت كمية المساعدات إلى أدنى مستوياتها في 2025 بنسبة 60%، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة.
الفيديو الذي نشره روبيو – مستمد من طائرة بدون طيار أمريكية – يظهر شاحنة تُهْرَعُْ عليها مسلحون مشتبه بهم، ويُدَّعَى فيه أنهم هاجموا السائق وسرقوا الحمولة، لكن حماس نفت ذلك، معتبرةً الفيديو “مُزَيَّفًا لأغراض سياسية”، خاصة مع اقتراب تنصيب ترامب الذي يعد بـ”ضغط أقوى” على غزة.
أثار البيان ردود فعل دولية، مع إدانة من منظمات إنسانية مثل الأونروا لـ”استخدام الاتهامات لتعطيل المساعدات”، بينما دافع الخارجية الأمريكية عن الفيديو كـ”دليل قاطع” على “عرقلة حماس للجهود الإنسانية”.
في غزة، حيث يواجه 2.3 مليون نسمة مجاععة محتملة، يُعْلِنُْ هذا الخلاف عن أزمة أعمق: هل هي معركة على المساعدات، أم حرب نفسية لتبرير التصعيد؟ حماس تُحْذِرْ: “لن نسمح بتحويل الشعب الفلسطيني إلى أداة في لعبة الضغط الأمريكي”. العالم يراقب، والنيل من الجوع يستمر.
