حوار رانيا اللوزى
دمياط
أجرينا هذا الحوار مع الدكتور سعد الصايغ، استشاري أمراض النساء والتوليد والعقم بمستشفى الزهراء التخصصي الذي شاركنا تجربته الطويلة المليئة بالمواقف الإنسانية والرسائل التوعوية للمرأة العربية.
■ بدايةً.. ما الذي دفعك لاختيار تخصص أمراض النساء والتوليد والعقم؟
بصراحة، لم يكن اختياري في البداية موافقًا لرغبة والدي، لكنني صليت صلاة استخارة وقدمت على بعض التخصصات، وكانت النتيجة أن جاء نصيبي في تخصص النساء والتوليد، ومن هنا بدأت رحلتي.
■ خلال مسيرتك الطويلة.. ما أبرز المواقف التي لا تُنسى؟
المواقف كثيرة جدًا، لكن هناك حالة لا أنساها أبدًا: سيدة لم تُنجب لأكثر من عشرين عامًا، حالتها كانت ميؤوس منها تمامًا، بعد أن جربت العلاج عند العديد من الأطباء.
قلت لها: “الشافي هو الله، توكلي على الله وادعيه بكل يقين”.
بعد شهر عادت إليّ والدورة متأخرة، شككت في وجود حمل لكن خشيت أن أُصدمها، طلبت منها التحاليل، وعندما تأكدت من النتيجة قلت لها: “مبروك.. أنتِ حامل”.
وقعت من شدة الفرحة، وعندما أفاقت قالت: “كلامك الأول خلاني حاسة إن مفيش أمل”.
قلت لها: “كنت خايف أصدمك قبل ما أتأكد”.
رغم أن لديها انسدادًا في الأنابيب وعيبًا خلقيًا، لكنها حملت بقدرة الله، ولم تكتفِ بمرة واحدة بل أنجبت مرتين.
■ ما أهم الفحوصات التي يجب أن تجريها المرأة قبل التخطيط للحمل؟
صورة الدم.
تحاليل هرمونات الدم.
فحص السونار للاطمئنان على الرحم.
وفي حالة وجود أي شكوى أو أمراض تناسلية يجب علاجها أولًا.
■ ما الفرق بين الولادة الطبيعية والقيصرية من حيث المخاطر والفوائد؟
الولادة الطبيعية هي الأأمن والأسهل للأم والجنين:
الأم بعد الولادة الطبيعية تستطيع مباشرة حياتها سريعًا، ترضع طفلها وتعود إلى بيتها.
بينما القيصرية تعني فتح البطن كل مرة، مع مخاطر النزيف، التجمع الدموي، والتخدير.
ظهرت في السنوات الأخيرة مشكلة خطيرة جدًا وهي التصاق المشيمة بجرح القيصرية، والتي تسبب مضاعفات خطيرة قد تصل إلى استئصال الرحم وارتفاع معدلات الوفيات.
لذلك أطالب وزارة الصحة بتكثيف حملات التوعية بخطورة الولادة القيصرية، وضرورة العودة إلى الولادة الطبيعية كلما كان ذلك ممكنًا.
■ متى يجب على الزوجين مراجعة الطبيب في حالة تأخر الحمل؟
إذا كانت الزوجة صغيرة السن: الانتظار سنة كاملة قبل التوجه للطبيب.
إذا كانت فوق 35 عامًا أو لديها مشاكل بالدورة أو تاريخ زواج سابق دون إنجاب: لا تنتظر طويلًا ويجب مراجعة الطبيب مبكرًا.
—
■ كيف يمكن للحامل أن تقلل من مخاطر سكر الحمل أو تسمم الحمل؟
النظام الغذائي الصحي هو الأساس:
الابتعاد عن فكرة “الأكل المفرط” من أجل الرضاعة.
الاعتماد على وجبات صحية منتظمة.
ممارسة الرياضة البسيطة مثل المشي وتمارين تقوية الظهر والتنفس.
بهذا الشكل يمكن تقليل المخاطر الصحية أثناء الحمل.
■ ما أبرز أسباب تأخر الحمل لدى الزوجين؟
بالنسبة للزوج: تحليل السائل المنوي هو الفيصل.
بالنسبة للزوجة: أسباب متعددة مثل القلق، التوتر، الاستعجال، اضطرابات الغدد الصماء، والالتهابات.
■ كيف ترى تأثير السوشيال ميديا على وعي النساء بالمعلومات الصحية؟
بكل صراحة، التأثير سلبي جدًا. هناك كم هائل من المعلومات الخاطئة والنصب على الناس.
تجد مثلًا إعلانًا عن “ولادة قيصرية بدون نقطة دم” أو “ولادة بلا ألم”، وهذا تضليل كامل.
كيف تُفتح البطن دون نقطة دم؟! هذه خرافات تضحك على عقول الناس.
هنا يجب أن يكون هناك دور رقابي من وزارة الصحة لمراجعة أي معلومة صحية يتم تداولها، مثلما يُراجعون الأدوية.
■ كلمة أخيرة؟
رسالتي لكل امرأة: الولادة الطبيعية أأمن وأفضل متى ما كانت ممكنة، والتوكل على الله والثقة به هما سر النجاح في رحلة الأمومة.