في 6 أكتوبر 1973، أطلقت مصر وسوريا هجوماً مفاجئاً على إسرائيل في يوم كيبور، مُعيدتين الكرامة العربية بعد نكسة 1967. لم يكن النصر مصرياً فقط، بل أثار ردود فعل عالمية متنوعة في الصحف، تعكس التوترات الباردة والمصالح الجيوسياسية.
كشفت تغطية “نيويورك تايمز” و”ذا تايمز” البريطانية عن صدمة إسرائيلية، بينما رأت “برافدا” السوفييتية فيه انتصاراً للعرب، واعتبرت “لو موند” الفرنسية خطوة نحو السلام.
هذه الرؤى شكلت الذاكرة التاريخية، كما في وثائق دار الكتب المصرية.صدمة إسرائيل والغرب: “هزيمة مفاجئة وإعادة تقييم”رأت الصحف الغربية، خاصة الأمريكية، في الهجوم المصري-السوري “صدمة استراتيجية” لإسرائيل.
“نيويورك تايمز”، في عددها بـ7 أكتوبر، وصفت الهجوم بـ”الأشد منذ 1967″، مشيرة إلى عبور مصر لقناة السويس وتقدمها في سيناء، رغم تدمير الطيران الإسرائيلي لـ400 طائرة مصرية.
كتب جيمس ريستون: “الصمت الإسرائيلي يعكس فشل الاستخبارات”، محذراً من أن “الفجوة النوعية بين الجيوش العربية والإسرائيلية تضاءلت”. بحلول 14 أكتوبر، غطت الصحيفة تراجع إسرائيل، لكنها أشادت بـ”التحول السريع” بعد دعم أمريكي جوي بلغ 22 ألف طن سلاح، قائلة: “النصر الإسرائيلي المؤقت أنقذ الديتنت مع السوفييت”.
“ذا تايمز” البريطانية، في 8 أكتوبر، ركزت على “الخطأ الاستخباراتي الإسرائيلي”، مشيرة إلى أن “يوم كيبور جعل الجيش الإسرائيلي غافلاً”.
كتبت: “مصر استعادت هيبتها بعبورها السويس، لكن الدعم الأمريكي قلب الموازين”. بحسب فريق “إنسايت” في كتابها عن الحرب، كانت التغطية متوازنة، تحذر من “حرب نفطية” إذا استمر النزاع، مشيرة إلى حظر النفط العربي الذي أدى إلى أزمة عالمية.
في فرنسا، اعتبرت “لو موند” الهجوم “عودة للتوازن”، مشيدة بـ”الإعداد المصري السري” تحت السادات. في 7 أكتوبر،
كتبت: “مصر أعادت الكرامة العربية، لكن السلام يتطلب تنازلات إسرائيلية”.
غطت الصحيفة دور فرنسا في بيع أسلحة للعرب، محذرة من “تصعيد نووي” إذا تدخل السوفييت، وأشادت بقرار الأمم المتحدة 338 لوقف إطلاق النار.
دعم سوفييتي مُدَوَّن: “انتصار للعالم الثالث”كانت “برافدا”، الجريدة الرسمية السوفييتية، الأكثر حماساً، معتبرة الحرب “انتصاراً للعرب ضد الصهيونية الأمريكية”.
في 7 أكتوبر، وصفت الهجوم بـ”الرد على احتلال 1967″، مشيدة بعبور مصر لـ”خط بارليف”، واتهمت إسرائيل بـ”التوسع العدواني”.
بحلول 15 أكتوبر، اتهمت الولايات المتحدة بـ”جسر جوي” لإسرائيل، محذرة من “تسميم العلاقات السوفييتية-الأمريكية”.
كشفت الوثائق أن الاتحاد السوفييتي زود مصر وسوريا بـ1,500 طائرة ودبابات، لكن “برافدا” ركزت على “الصمود العربي”، معتبرة النصر “نهاية لهيمنة إسرائيل”.
الإرث: حرب غيرت الشرق الأوسطأدت تغطية الصحف إلى أزمة نفط عالمية وحققت سلاماً مصرياً-إسرائيلياً في 1979.
اليوم، مع الذكرى الـ52، تُذكِّر هذه الرؤى بأن النصر لم يكن عسكرياً فقط، بل نفسياً وسياسياً، كما يُدرَّس في أكاديميات الحرب. مصر استعادت كرامتها، والعالم تعلم درساً في التوازنات.