بوابة الساعة الإخبارية رئيس مجلس الإدارة محسن سرحان
في تطور يثير القلق بين المستثمرين والمستهلكين، شهد سوق الذهب في مصر اليوم الأربعاء 15 أكتوبر 2025، ارتفاعًا
دراماتيكيًا يُقدر بحوالي 60 جنيهًا مصريًا لكل غرام في جميع الأعيار، مما يدفع الأسعار إلى مستويات قياسية لم تشهدها
السوق المصرية منذ أشهر.
وفقًا لتقارير شعبة الذهب باتحاد الغرف التجارية، يأتي هذا التصاعد الحاد كرد فعل على التوترات الجيوسياسية العالمية، بما
في ذلك التصعيد في الشرق الأوسط والحرب التجارية المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين، إلى جانب ارتفاع أسعار
الطاقة العالمية.
سجل سعر غرام الذهب عيار 21، الأكثر تداولًا في مصر، نحو 5560 جنيهًا للبيع و5530 جنيهًا للشراء، بينما بلغ سعر الجنيه
الذهب 44480 جنيهًا للبيع و44240 جنيهًا للشراء.
أما عيار 24، فوصل إلى 6341 جنيهًا للغرام، وعيار 18 إلى 4756 جنيهًا، مع ارتفاع ملحوظ في أسعار السبائك والعملات
الذهبية التي تجاوزت 22540 جنيهًا للعملة الواحدة. هذه الأرقام تجعل الذهب، الملاذ الآمن التقليدي، يتحول إلى عبء ثقيل
على كاهل المواطن المصري، خاصة مع اقتراب موسم الأعياد والزيجات التي تعتمد بشكل كبير على المجوهرات
الذهبية.
العوامل الدافعة لهذا الارتفاع متعددة ومعقدة.
على الصعيد العالمي، ارتفع سعر أونصة الذهب إلى 4131 دولارًا أمريكيًا، مدعومًا بتوقعات بتخفيض أسعار الفائدة من قبل
الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، مما يجعل الاستثمار في الذهب أكثر جاذبية مقارنة بالسندات الحكومية.
كما أن الضغوط على الجنيه المصري، الذي يتداول اليوم مقابل 47.80 إلى 48.30 جنيهًا للدولار في البنوك، يعزز من قوة
الذهب كحاجز ضد التضخم الذي يتجاوز 25% في مصر هذا العام.
محليًا، أدى زيادة الطلب على الذهب كأداة استثمارية إلى تفاقم الوضع، حيث يلجأ آلاف المصريين إلى شراء جرامات أو سبائك للحفاظ على مدخراتهم في ظل عدم الاستقرار
الاقتصادي.لكن، هل هذا الارتفاع مؤقت أم بداية لموجة جديدة؟ يحذر الخبراء من أن التوترات الجيوسياسية، مثل النزاعات في
أوكرانيا وغزة، قد تستمر في دفع الأسعار إلى الأعلى، مما يجعل الاستثمار في الذهب مخاطرة مزدوجة: ربح محتمل قصير
الأجل مقابل خسارة فورية في القوة الشرائية. ومع ذلك، يرى بعض المتخصصين فرصة في البيع الآن لتحقيق أرباح، خاصة مع
توقعات بتهدئة الأسواق قبل نهاية العام.
في الوقت نفسه، يدعو الاتحاد المصري لتجار الذهب إلى الحذر من التلاعب في الأسعار داخل الأسواق المحلية، مشددًا على ضرورة الالتزام بالأسعار الرسمية لتجنب الاحتيال.يبقى السؤال المعلق: كيف
سيواجه المصريون هذه الصدمة الاقتصادية؟ مع ارتفاع تكاليف المعيشة، أصبح الذهب ليس مجرد زينة، بل رمزًا للقلق
اليومي. وفي الختام، يُنصح المستثمرون بمراقبة التطورات العالمية عن كثب، فالذهب قد يكون الملاذ الآمن، لكنه اليوم يحمل
ثمنًا باهظًا.
