بوابة الساعة الإخبارية رئيس مجلس الإدارة محسن سرحان
في تطور مثير هز الرأي العام المصري، أدلت البلوغر الشهيرة مروة يسري، المعروفة بلقب “مروة بنت مبارك”، باعترافات صادمة أمام النيابة العامة في الإسكندرية، كشفت خلالها عن قصة حياة مليئة بالألم والمؤامرات، بدءًا من اختطافها كرضيعة وصولًا إلى تورطها في قضايا تشهير وغسل أموال.
هذه الاعترافات، التي جاءت في سياق تحقيقات متعددة، فتحت أبوابًا لأسرار سياسية وشخصية تتجاوز الخيال، مما يثير تساؤلات حول مدى صحة ادعاءاتها أو عمق الشبكات التي تورطت فيها.بدأت قصة مروة، التي تبلغ من العمر 40 عامًا، بمأساة طفولة مرعبة.
أفادت في أقوالها أنها اختُطفت وهي رضيعة في نوفمبر 1988، وترعرعت في أسرة بديلة بمنطقة إمبابة بالقاهرة، حيث تعرضت لمعاملة قاسية واعتداءات جسدية ونفسية.
“كانوا يعاملوني ككلبة، وأخبَروني أنهم وجَدوني ملقاة في الشارع”، هكذا وصفت مروة معاناتها، مشيرة إلى أنها لم تكتشف هويتها الحقيقية إلا لاحقًا.
وفقًا لها، اسمها الحقيقي “فريدة”، وأن والدتها الحقيقية هي الفنانة المعتزلة إيمان الطوخي، بينما يعود نسبها الأبوي إلى الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، نتيجة زواج سري تم التستر عليه لأسباب سياسية.
هذه الادعاءات، التي نفتها إيمان الطوخي بشدة قائلة إنها “كلام خيالي لا أساس له”، أثارت جدلًا واسعًا، خاصة بعد أن أكدت مروة أن مستشارة للرئيس الراحل محمد مرسي هي من أبلغتها بهويتها الحقيقية، مما يربط القصة بعلاقات سياسية معقدة بين عصري مبارك ومرسي.
مع تخرجها من معهد الجامعة العمالية، حاولت مروة بناء حياة طبيعية، لكن القدر لم يرحمها. تزوجت من رجل يدعى حسن أحمد محمد، وأنجبت منه طفلين: مروان (14 عامًا) ومالك (13 عامًا)، اللذين يقيمان حاليًا مع والدهما في المملكة العربية السعودية بعد انفصال دام 10 سنوات.
ومع ذلك، تحولت مروة إلى عالم التواصل الاجتماعي بحثًا عن الشهرة والرد على من أساءوا إليها. اعترفت بإنشاء نحو 40 حسابًا مزيفًا على منصات مثل تيك توك، تحت أسماء مثل “مروة بنت مبارك” أو “ابنة الرئيس محمد حسني مبارك”، بدءًا من عام 2013، وكثفت نشاطها في 2025 عبر فيديوهات تتحدث عن مشكلاتها الشخصية والقضايا السياسية.
“لجأت إلى اسم الرئيس لأرهب الذين أساءوا إليّ وأفرض حضوري”، قالت، موضحة أن هذه الحسابات كانت أداة لجذب المتابعين وتحقيق عائد مالي.
لكن هذا النشاط لم يقتصر على الادعاءات الشخصية؛ بل امتد إلى اتهامات خطيرة أثارت عاصفة قضائية. في قضية سب وقذف الفنانة وفاء عامر، زعمت مروة أن عامر متورطة في تجارة الأعضاء البشرية، بما في ذلك بيع أعضاء اللاعب الراحل إبراهيم شيكا.
وفي قضية أخرى، اتهمت رجل الأعمال أحمد وهبة (المعروف بـ”أليكس”) بتجارة الأعضاء وأعمال البلطجة، مدعية أنه اعترف لها بذلك شخصيًا. هذه الاتهامات، التي نفتها الجهات المعنية، أدت إلى بلاغات رسمية وتحقيقات نيابية.
حيث أكدت التحريات أن مروة استخدمت حساباتها للتهكم والتشهير بهدف الشهرة.
كما كشفت التحقيقات في نيابة الشئون الاقتصادية عن تورطها في غسل أموال، حيث عُثر على تحويلات مالية مشبوهة تصل إلى 59 ألف جنيه من حسابات كويتية عبر تطبيقات مثل واتساب، مرتبطة بنشاطها على تيك توك.
أما عن علاقتها السياسية المثيرة، فقد أثارت مروة الدهشة بذكرها لمستشارة مرسي كمصدر لمعلوماتها عن نسبها، مما يشير إلى شبكات قد تمتد إلى فترة حكم الإخوان المسلمين.
وفي بث مباشر أخير قبل اعتقالها في يوليو 2025، وصفت مروة القصة بـ”مؤامرة كبرى” لإخفاء هويتها، متهمة جهات رسمية بالتستر على نسبها لحماية مصالح سياسية.
هذه التصريحات أدت إلى حبسها احتياطيًا لأربعة أيام على ذمة التحقيقات، مع مطالبة الدفاع باستدعاء شهود جدد مثل وفاء عامر لكشف الحقيقة.
اليوم، مع استمرار التحقيقات في قضايا متعددة (رقم 1385 لسنة 2025 جنح اقتصادية، وغيرها)، تظل قصة مروة بنت مبارك لغزًا يجمع بين الدراما الشخصية والفضائح السياسية.
هل هي ضحية اختطاف حقيقي أم مجرد بلوغر يبحث عن الشهرة بأي ثمن؟ الإجابة تكمن في أعماق التحقيقات التي قد تغير مجرى التاريخ السياسي المصري، أو تكشف عن شبكة من الخدع الإعلامية. الرأي العام يترقب التطورات بفارغ الصبر، في قضية تحولت إلى فيلم هوليوودي حقيقي.
