بوابة الساعة الإخبارية رئيس مجلس الإدارة محسن سرحان
أصدر اللواء إبراهيم أحمد أبو ليمون، محافظ المنوفية، نداءً عاجلاً اليوم الخميس 2 أكتوبر 2025، موجهاً إلى جميع المواطنين والمزارعين المقيمين على أراضي طرح النهر، يطالبهم بسرعة إخلاء هذه الأراضي والمنازل المجاورة لمجرى نهر النيل، لحماية الأرواح والممتلكات من مخاطر الفيضان المتزايدة.
يأتي هذا التحذير في ظل ارتفاع ملحوظ في منسوب مياه فرع النيل، الذي قد يؤدي إلى غمر واسع للأراضي الزراعية والمباني، خاصة في مركز أشمون ومنوف، حيث يُعد هذا الجزء من المحافظة الأكثر عرضة للغمر بسبب موقعه الجغرافي على ضفاف النهر.
وفقاً لبيان رسمي صادر عن المحافظة، فإن الارتفاع في منسوب المياه يرجع إلى زيادة كميات المياه المتدفقة من سد النهضة الإثيوبي، نتيجة التصرفات الأحادية التي حذرت منها مصر مراراً، بالإضافة إلى موسم الفيضان الطبيعي الذي يستمر حتى نهاية أكتوبر.
أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، في اجتماع أمس، أن الحكومة تتابع الموقف يومياً، مشيراً إلى أن بعض المناطق في المنوفية والبحيرة ستتعرض للغمر، وداعياً إلى اتخاذ الإجراءات الوقائية الفورية.
كما أشار وزير الموارد المائية هاني سويلم إلى أن هذه الزيادة أثرت سلباً على السودان، حيث غُمرت مساحات زراعية واسعة، وأن مصر تستعد لأسوأ السيناريوهات.
أوضحت مصادر في مديرية الزراعة بالمنوفية أن الغمر الحالي قد بلغ 1084 فداناً من أراضي طرح النهر، مما يهدد بتلف المحاصيل والتقاوي، وفقدان الإيجارات الزراعية، كما حدث في حوادث سابقة أدت إلى خسائر فادحة للمزارعين.
أطلق مزارعون استغاثة عاجلة، مشيرين إلى أنهم يدخلون منازلهم بالمراكب، ويطالبون بتعويضات حكومية لتغطية الخسائر.
وأكدت الوحدات المحلية في شبين الكوم وأشمون على ضرورة تجنب زراعة أي محاصيل حالياً، وتوخي الحذر من مخاطر الغرق، مع التنويه بأن أراضي طرح النهر جزء طبيعي من مجرى النيل وغير مخصصة للإقامة الدائمة أو الزراعة المكثفة، وأن التعديات عليها تقلل من قدرة النهر التصريفية.
في إطار الإجراءات الاستباقية، أصدرت وزارة الموارد المائية والري تحذيراً عاماً في 7 سبتمبر، مطالبة المحافظين بتوعية السكان، مع الاعتماد على السد العالي كضمانة أساسية للحماية.
دعت المحافظة السكان إلى الاتصال بالجهات المختصة للحصول على مساعدة في الإخلاء، وأعلنت عن تفعيل خطط الطوارئ، بما في ذلك توفير مراكز إيواء مؤقتة ودعم لوجستي.
وشدد أبو ليمون على أن “سلامة المواطن أولوية قصوى”، محذراً من أن التأخير قد يؤدي إلى حوادث مأساوية.
يُذكر أن هذا التحذير يأتي ضمن سلسلة إجراءات حكومية لمواجهة “الفيضان الصناعي” الناتج عن إدارة السد الإثيوبي غير المنضبطة، كما وصفته الوزارة في بيانها الأخير، والتي أدت إلى تغيير مواعيد الفيضان الطبيعي وزيادة الخسائر في دول المصب.
يُتوقع استمرار الارتفاع حتى نهاية الشهر، مما يستدعي يقظة مستمرة لتجنب الكوارث.
