بوابة الساعة الإخبارية رئيس مجلس الإدارة محسن سرحان
لا يزال الغموض يلف وفاة السفير الجنوب أفريقي نكوسيناثي إيمانويل “ناثي” مثيثوا (58 عاماً)، الذي عُثر على جثته صباح الثلاثاء 30 سبتمبر 2025 أسفل فندق هيات ريجنسي في الدائرة 17 بباريس، بعد سقوطه من الطابق 22 حيث كان يقيم.
الواقعة أثارت صدمة في الأوساط الدبلوماسية، وسط تكهنات بين انتحار وافتراضات بـ”يد خفية” مرتبطة بملفات حساسة.
وفقاً لمكتب المدعي العام الفرنسي لور بيكو، استأجر مثيثوا غرفة في الطابق 22، لكن النافذة المُحكمة الإغلاق “فُتحت بالقوة” باستخدام مقص مُتخلف في المكان، دون آثار صراع أو مخدرات.
أبلغت زوجته عن اختفائه مساء الاثنين بعد تلقيها رسالة “مقلقة” يعتذر فيها ويعبر عن نيته إنهاء حياته، وفقاً لصحيفتي لو فيغارو ولو باريزيان.
عُثر على الجثة في الفناء الداخلي للفندق قرب بوابة مايو، واكتشفها حارس أمن حوالي الساعة 11 صباحاً.تولت فرقة مكافحة الجرائم ضد الأشخاص (BRDP) التحقيق، مع استجواب الأقارب وفحص الغرفة، لكن السلطات الفرنسية لم تُصدر بياناً رسمياً حتى الآن.
احتمالات الانتحار والشكوك رجحت مصادر قريبة من التحقيق الانتحار، مشيرة إلى اكتئاب مثيثوا الأخير، مدعوماً بالرسالة والافتتاح القسري للنافذة دون أدلة على تدخل خارجي.
غير أن الملابسات – مثل قوة فتح النافذة وغياب آثار دواء – أثارت شكوكاً، خاصة مع خلفيته السياسية الحساسة.خلفية السفير الراحلعُين مثيثوا سفيراً لفرنسا في ديسمبر 2023، بعد مسيرة سياسية طويلة كعضو في اللجنة التنفيذية للمؤتمر الوطني الأفريقي (ANC)، ووزير شرطة (2009-2014) ثم رياضة وثقافة (2019-2024).
كان قريباً من الرئيس الأسبق جاكوب زوما، وشارك في تنظيم كأس العالم 2010. أعرب الرئيس سي릴 رامافوزا عن “حزن عميق”، واصفاً وفاته بـ”الخسارة لجنوب أفريقيا والمجتمع الدبلوماسي الدولي”.
وزارة الخارجية الجنوب أفريقية أكدت الوفاة، مشيرة إلى استمرار التحقيقات الفرنسية.سيناريوهات الغموض والاتهامات رغم غياب أدلة قاطعة، انتشرت تكهنات بتورط “يد خفية”، مرتبطة بدور جنوب أفريقيا في دعم القضية الفلسطينية أمام محكمة العدل الدولية، مما يضع دبلوماسييها في دائرة الاستهداف.
بعض الإعلام لمح إلى أجهزة استخبارات أجنبية، مثل الموساد، في سياق التوترات الإقليمية، لكن هذه الادعاءات غير مدعومة.
كما أثيرت اتهامات سابقة لمثيثوا بتدخل في تحقيقات شرطية أثناء وزارته.
لم تُصدر السفارة الجنوب أفريقية تعليقاً رسمياً، لكن الرأي العام في بريتوريا وباريس يتساءل: هل انتحار مأساوي أم جريمة مدبرة؟ التحقيقات مستمرة، وقد تكشف كاميرات المراقبة أو الرسالة الكاملة المزيد.
