قصف إسرائيلي مدمر يحول جامعة الأزهر في غزة إلى أنقاض

واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفه العنيف على قطاع غزة صباح اليوم، مما أسفر عن تدمير كامل لجامعة الأزهر، أحد أبرز المنشآت التعليمية في المنطقة، وإصابة عدد من المدنيين في أحياء سكنية وخيام نازحين.

 

وفقاً لتقارير ميدانية، استهدفت الطائرات الإسرائيلية مبنى الجامعة في وسط القطاع، مما أدى إلى انهياره الكلي، في ضربة أثارت غضباً دولياً واسعاً بسبب استهداف مؤسسة تعليمية مدنية.

 

أفادت وكالة “سوا” الإخبارية أن القصف المتواصل أوقع مصابين في مناطق متعددة، بما في ذلك أحياء الشجاعية والزيتون في غزة، حيث دمرت خيام النازحين ومنازل مدنية، مما زاد من معاناة أكثر من 1.9 مليون نازح يعيشون في ظروف إنسانية كارثية.

 

وأكدت وزارة الصحة في غزة نقل 12 مصاباً إلى مستشفيات المجتمع والشفاء، معظمها إصابات متوسطة ناتجة عن شظايا القذائف، وسط تحذيرات من ارتفاع الخسائر إذا استمر التصعيد.

يأتي هذا الهجوم في سياق تدمير إسرائيلي ممنهج للبنية التعليمية في غزة، حيث أفادت تقارير الأمم المتحدة أن أكثر من 90% من المدارس والجامعات قد دُمرت أو تضررت بشدة منذ بدء العدوان في أكتوبر 2023، بما في ذلك الجامعات الإسلامية وجامعة الأزهر التي كانت تضم أكثر من 14 ألف طالب قبل تدميرها السابق جزئياً في نوفمبر 2023.

 

وادعت القوات الإسرائيلية أن الجامعة كانت تُستخدم لأغراض عسكرية، لكن هذا الادعاء نفاه مسؤولون فلسطينيون، مشيرين إلى أنها تابعة للسلطة الفلسطينية وليس لحركة حماس.

 

أثار التدمير غضباً على وسائل التواصل، حيث وصفه الكاتب ياسين عز الدين بأنه “هجوم على التعليم نفسه”، مشدداً على أن الجامعة لا تمثل هدفا عسكرياً، وسط تراجع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب عن دعواته السابقة لوقف القصف، مفضلاً التركيز على صفقة تبادل أسرى.

 

ودعت منظمات حقوقية مثل “يورو-ميد” إلى التحقيق في هذه الضربات كجرائم حرب، معتبرة تدمير الجامعات “تدميراً للأمل” لأجيال قادمة.

مع تصاعد العدوان، يحذر خبراء من كارثة إنسانية أكبر، حيث بلغ عدد القتلى في غزة أكثر من 48 ألفاً، معظمها مدنيون، وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية، وسط دعوات دولية متجددة لوقف إطلاق النار.

 

هل يمثل هذا الدمار نقطة تحول في الدبلوماسية الدولية؟ الإجابة تكمن في الضغط السياسي المتصاعد، بينما يصمد أهل غزة في وجه الوحشية.