أعلنت مجموعة من العسكريين في بنين، اليوم الأحد، عزل الرئيس باتريس تالون من منصبه، وحل جميع مؤسسات الدولة، وإغلاق الحدود البرية والبحرية والجوية حتى إشعار آخر، في محاولة انقلاب عسكري أثارت ذعراً في غرب أفريقيا.
وفقاً لتقارير إعلامية دولية، ظهرت المجموعة على التلفزيون الرسمي في وقت مبكر من الصباح، معلنة حل الحكومة ومؤكدة أن تالون “أُقيل من منصبه”، لكن الجيش الموالي للرئيس أعلن لاحقاً إفشال المحاولة وأن تالون آمن.
أطلقت المجموعة على نفسها اسم “اللجنة العسكرية لإعادة التأسيس” (CMR)، وقادها المقدم باسكال تيغري، الذي عُيّن رئيساً مؤقتاً.
في بيان مقروء على التلفزيون الرسمي، أكد الجنود إزالة الرئيس وجميع المؤسسات الدستورية، مشيرين إلى أن “الجيش ملتزم بإعطاء الشعب البنيني أملاً في عصر جديد يسوده الأخوة والعدالة والعمل”.
كما أغلقت المجموعة المطار الدولي في كوتونو، وأوقفت جميع الخدمات الحكومية، مطالبة الشعب بالبقاء في منازلهم.
بداية الاضطرابات: هجوم على مقر إقامة الرئيسبدأت الأحداث في الساعات الأولى من الصباح بهجوم مسلح على مقر إقامة الرئيس تالون في حي غيزو ببورتو نوفو، العاصمة الرسمية.
أفادت قناة فرانس 24 بأن الهجوم قاده المقدم باسك، مع تبادل إطلاق نار عنيف أدى إلى إغلاق الطرق المؤدية إلى المقر. أكدت السفارة الفرنسية إطلاق نار قرب معسكر غيزو،
ودعت مواطنيها إلى البقاء داخل المنازل. ومع ذلك، نفت مكتب الرئيس وقوع أي اعتداء ناجح، مؤكداً أن “القوات الموالية أفشلت المحاولة وأن تالون في مأمن”.
يأتي هذا الحدث قبل أشهر من الانتخابات الرئاسية في أبريل 2026، حيث كان تالون – الذي يحكم منذ 2016 – قد أعلن اعتزاله بعد فترتين، في خطوة نادرة في غرب أفريقيا حيث شهدت المنطقة 9 انقلابات منذ 2020، آخرها في غينيا بيساو الشهر الماضي.
تُعزى المحاولة إلى توترات داخل الجيش، خاصة بعد اعتقال قائد الحرس الجمهوري ديجيمون تيفويدجره في سبتمبر 2024 بتهمة التآمر.
بنين، الدولة الغرب أفريقية التي تحدها نيجيريا شرقاً وتوغو غرباً وبوركينا فاسو شمال غرب، كانت تعتبر نموذجاً للديمقراطية، لكن التوترات الاقتصادية والفساد أثارت احتجاجات سابقة.
التفاعلات الدولية والإقليمية: مخاوف من تسلسل الانقلاباتأثارت المحاولة إدانة فورية من الاتحاد الأفريقي ومجموعة إيكواس، التي حذرت من “انتشار النار” في المنطقة، مشيرة إلى أن فشل أو نجاح الانقلاب قد يشعل دولاً أخرى مثل نيجيريا.
السفارة الأمريكية في كوتونو دعت مواطنيها إلى تجنب المناطق الحساسة، بينما أكدت فرنسا – التي لها مصالح اقتصادية كبيرة في بنين – دعمها لـ”النظام الدستوري”. على منصة إكس (تويتر)، انتشرت تغريدات تؤكد “فشل الانقلاب” أو تدعو الشعب إلى الدعم، مع مخاوف من تدخل عسكري خارجي.
الوضع الحالي: غموض يسود ودعوات للهدوءحتى الآن، يسود الغموض حول مصير تالون، مع تقارير متضاربة عن سيطرة المعارضين على التلفزيون الرسمي أو إعادة السيطرة عليه.
أغلقت السلطات الطرق الرئيسية في كوتونو، وأعلنت حالة الطوارئ، مع تجنيد قوات إضافية للحفاظ على الأمن. يُتوقع بياناً رسمياً من الرئاسة خلال ساعات، وسط مخاوف من تأثير الاضطرابات على الاقتصاد، حيث تعتمد بنين على تصدير القطن والموانئ إلى نيجيريا.
هذه المحاولة الثالثة في تاريخ بنين الحديث تُبرز هشاشة الاستقرار في غرب أفريقيا، حيث يُخشى أن تكون “شرارة” جديدة في موجة الانقلابات.
بوابة الساعة الإخبارية رئيس مجلس الإدارة محسن سرحان