أثار قرار اللجنة المنظمة في سياتل الأمريكية تصنيف مباراة مصر وإيران المقررة 26 يونيو 2026 على ملعب لومن فيلد ضمن فعاليات “مباراة الفخر” (Pride Match) للاحتفال بمجتمع المثليين (LGBTQIA+)، موجة غضب واسعة في مصر وإيران، حيث يجرّم كلا البلدين هذه العلاقات بقوانين صارمة – تصل في إيران إلى الإعدام، وفي مصر عبر قوانين الأخلاق العامة.
وفي تصعيد جديد، وجه مرصد الأزهر لمكافحة التطرف رسالة حادة إلى فيفا، مسائلاً مفهوم “الحرية الغربية”، مما يعيد إلى الأذهان جدل “OneLove” في قطر 2022، حيث منعت فيفا الشارات الداعمة لحقوق المثليين خوفاً من عقوبات قطرية.
نشر المرصد فيديو رسمياً على صفحته بفيسبوك، ينتقد فيه قرار سياتل الذي يهدف إلى “تعزيز التنوع والشمول” خلال شهر الفخر العالمي، معتبراً إياه “فرض هوية غربية على الآخرين”.
وقال المرصد: “هل الحرية تعني فرض أراءكم علينا؟ ولماذا تُتهم مجتمعاتنا بالتخلف لمجرد رفضنا المثلية؟ الحرية الحقيقية هي احترام ملايين الأشخاص الذين لهم معتقدات مختلفة، لا فرضها من جهة واحدة”.
وأضاف أن هذا التصرف “يعارض هويتنا الثقافية والدينية”، مطالبًا فيفا بإعادة النظر للحفاظ على “روح الوحدة والسلام” في البطولة المشتركة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.
أرسل الاتحاد المصري خطاباً رسمياً يوم 9 ديسمبر إلى ماتياس غرافستروم، أمين عام فيفا، يرفض “بشكل قاطع” أي أنشطة دعم المثلية، مستندًا إلى لوائح فيفا التي تمنع إثارة “حساسيات ثقافية أو دينية” بين الجماهير.
وأكد الخطاب أن الفعاليات المخططة “تتعارض مع القيم العربية والإسلامية”، مطالبًا بإبعادها لتجنب “التوتر بين المشجعين المصريين والإيرانيين”. وأشار الاتحاد إلى أن اللقاء جزء من المجموعة السابعة مع بلجيكا ونيوزيلندا، ويجب أن يبقى “رياضيًا خالصًا”.
من جانبها، وصفت إيران التصنيف بأنه “غير عقلاني وغير عادل”، مهددة بتقديم شكوى رسمية إلى فيفا، مع تأكيد رئيس الاتحاد الإيراني مهدي تاج على “رفض أي إشارة تدعم مجموعة معينة”.
وأشارت وسائل إيرانية إلى أن الفعالية، التي تشمل شراكات مع منظمات مثل Seattle PrideFest، تضع فيفا في “مأزق دبلوماسي”، خاصة بعد جدل التأشيرات في قرعة واشنطن.
وأكدت اللجنة المنظمة في سياتل أن الفعاليات خارج الملعب وتهدف إلى “ترحيب بجميع الزوار”، لكنها لا ترتبط رسمياً بفيفا، التي لم تصدر تعليقاً بعد.
وفقاً لتقارير أمريكية وبريطانية، يدرس فيفا نقل المباراة إلى فانكوفر الكندية لتجنب التصعيد، حيث تلعب بلجيكا ونيوزيلندا هناك في نفس التوقيت، مما يحافظ على الجدول دون تغيير جذري.
وأشارت “ذا غارديان” إلى أن هذا “يضع فيفا أمام تناقضات حقوقية”، خاصة مع استضافة دول تختلف قيمها جذرياً، وتوقعات بـ750 ألف زائر في واشنطن.
على تويتر، أثار الخبر جدلاً، مع تغريدات تتهم فيفا بـ”الانحياز الغربي” وأخرى تدافع عن “الحقوق الإنسانية”، كما في تعليق طارق بن عزيز الذي سخر من “المرعوبية من الحقوق”.
بوابة الساعة الإخبارية رئيس مجلس الإدارة محسن سرحان