بوابة الساعة الإخبارية رئيس مجلس الإدارة محسن سرحان
شهدت أستراليا، الأحد 12 أكتوبر 2025، موجة هائلة من المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين، بلغت 27 فعالية في مدن وأحياء متنوعة، بما في ذلك العواصم الكبرى مثل سيدني وملبورن، عقب إعلان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وقبيل الإفراج عن الرهائن المحتجزين.
هذه التجمعات، التي نظمتها مجموعة “Palestine Action Group”، عكست مزيجًا من الفرح بالهدنة المؤقتة والغضب المتصاعد تجاه الاحتلال الإسرائيلي المستمر، وسط مخاوف من انتهاكات مستقبلية.في سيدني، حيث بلغ عدد المشاركين نحو 30 ألف شخص، سار المتظاهرون في شوارع المدينة المركزية، يلوحون بالأعلام الفلسطينية ويرتدون الكوفيات التقليدية، مرددين هتافات “حرر فلسطين” و”انتهِ الاحتلال”.
جاءت المسيرة بعد قرار قضائي الأسبوع الماضي بمنع التظاهر أمام دار الأوبرا الشهيرة، مما دفع المنظمين إلى تغيير المسار دون أي حوادث أو اعتقالات، كما أكدت الشرطة.
آمال ناصر، إحدى المنظمات، قالت لوكالة رويترز إن “الوقف المؤقت لا ينهي الاحتلال؛ إسرائيل لا تزال تسيطر عسكريًا على غزة والضفة، وتمارس تمييزًا عنصريًا ممنهجًا، مما يشكل نظام فصل عنصري حقيقي”.
ألقى الأسترالي أبو بكر رفيق، مشاركًا سابقًا في “أسطول الصمود” الذي اعترضته إسرائيل، كلمة مؤثرة للحشود، واصفًا تجربة احتجازه في زنزانة مزدحمة (4×6 أمتار مع 83 شخصًا) دون معرفة موقعه.
وأضاف: “أُطلق سراحي، لكن آلاف الفلسطينيين ما زالوا معتقلين؛ ما مصير 10 آلاف أسير في السجون الإسرائيلية؟”، مشددًا على الحاجة إلى عدالة شاملة.
في ملبورن وبريزبين، شهدت المظاهرات مشاركات كبيرة، مع آلاف يطالبون بوقف دائم للحرب وإعادة إعمار غزة، وسط ترحيب حذر بالهدنة لكن مع شكوك في استدامتها.
من جانب آخر، أدان المجلس التنفيذي لليهود الأستراليين (الذي يضم أكثر من 200 منظمة) الاحتجاجات، معتبرًا رئيسها بيتر ورتهيم أنها تهدف إلى “إفشال صفقة التبادل وإطالة الحرب”.
منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، شهدت أستراليا مئات المظاهرات المماثلة، مدفوعة بغضب الرأي العام من الخسائر الفلسطينية (أكثر من 67 ألف قتيل)، وسط توترات داخلية ارتفعت مع حوادث معادية للسامية والإسلاموفوبيا.
هذه الفعاليات تعكس انقسامًا عميقًا في المجتمع الأسترالي، مع دعوات متزايدة للحكومة لاتخاذ موقف أقوى تجاه إسرائيل، بما في ذلك الاعتراف بدولة فلسطينية. السلطات الأسترالية تتابع الوضع بحذر، محذرة من أي تصعيد، بينما يستمر الترقب لتنفيذ اتفاق وقف النار.
