بوابة الساعة الإخبارية رئيس مجلس الإدارة محسن سرحان
شهدت الولايات المتحدة، أمس السبت 18 أكتوبر 2025، أكبر موجة احتجاجات سلمية منذ سنوات، حيث خرج نحو 7 ملايين مواطن في أكثر من 2700 موقع عبر الولايات الـ50، تحت شعار “لا للملوك”، رافضين ما يرونه تحولاً استبدادياً في إدارة الرئيس دونالد ترامب.
أقيمت المسيرات في مدن كبرى مثل نيويورك، واشنطن، سان فرانسيسكو، وبوسطن، مع أجواء احتفالية مليئة بالألوان الوطنية واللافتات المناهضة لـ”عبادة الفرد”، حيث شارك آباء أطفالهم في تنوع عفوي دون حوادث أمنية ملحوظة.
ركز المحتجون على اتهامات بتقويض ترامب لمؤسسات الدولة، من خلال تركيز السلطة وتعيين موالين في مناصب حساسة، إضافة إلى ضغوط على الإعلام والجامعات.
وقالت ليه جرينبرج، مؤسسة حركة “إنديفيزيبل” المنظمة: “لا يوجد أكثر وطنية من رفض الملوك؛ نحن ندافع عن الديمقراطية دستورياً”. ارتدى بعضهم زي تمثال الحرية، رافعين لافتات “لا لحكام ديكتاتوريين”، بينما عبر قدامى المحاربين عن خيبة أملهم رغم انتمائهم الجمهوري.
قال كيفن برايس (70 عاماً): “خدمت بلادي دفاعاً عن قيم مهددة اليوم، لم أتخيل حزبه يسلك هذا الطريق”.
في نيويورك، بلغ عدد المشاركين 100 ألف، بينما امتدت المسيرات في شيكاغو لـ22 بلوكاً، وفق الشرطة. وفي واشنطن، ملأت الحشود بنسلفانيا أفينيو، مع خطابات من برني ساندرز ينتقد مليارديرات مثل إيلون ماسك لتعزيز نفوذهم تحت ترامب.
هذه الموجة الثانية، بعد يونيو الماضي، أقيمت رغم إغلاق الحكومة، وتُعد من أكبر الاحتجاجات التاريخية حسب الباحثة دانا فيشر، التي توقعت تأثيرها في إعادة زخم المعارضة داخل المؤسسات.
رد ترامب في مقابلة مع “فوكس بيزنس”: “يصفونني بالملك، لكنني لست كذلك”، محاولاً التقليل من الفعاليات. أما الجمهوريون، فقد هاجمهم رئيس مجلس النواب مايك جونسون، متهماً إياهم بـ”كراهية أمريكا” والتحريض على العنف، خاصة بعد مقتل الناشط اليميني تشارلي كيرك الشهر الماضي.
ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية، يرى مراقبون أن هذه الاحتجاجات تمثل تحدياً شعبياً غير مسبوق لترامب، معظمها منظمة من تحالفات مثل “إنديفيزيبل” و”موف أون”، مشددة على “لا عرش، لا ملوك، فقط شعب يدافع عن الديمقراطية”.
