أخبار عاجلة
من أسياخ هوميروس إلى شاورما الشارع: رحلة الكباب المشوي عبر العصور

من أسياخ هوميروس إلى شاورما الشارع: رحلة الكباب المشوي عبر العصور

من أسياخ هوميروس إلى شاورما الشارع: رحلة الكباب المشوي عبر العصور، منذ آلاف السنين، اكتشف البشر متعة بسيطة لكنها عميقة: وضع قطعة لحم على سيخ، وتقريبها من النار. هذه التقنية القديمة، التي اعتبرها مؤرخ الطعام كين ألبالا من جامعة المحيط الهادئ واحدة من أقدم طرق الطهي، لم تكن مجرد وسيلة لسد الجوع، بل ارتبطت بالطقوس والرجولة والانتصارات.

في ملحمتي الإلياذة والأوديسة، تظهر مشاهد الولائم على السيخ كجزء من حياة الأبطال، بينما تشير الباحثة سوزان شيرات من جامعة شيفيلد إلى أن أسياخ الحديد ظهرت منذ القرن العاشر قبل الميلاد في منطقة بحر إيجة، وغالبًا ما ارتبطت بالرجال المحاربين.

لكن الشواء لم يكن يومًا مجرد “اللحم فوق النار”. يوضح ألبالا أن السر في الطعم يكمن في الطهي بجانب اللهب، لا فوقه، ليخرج اللحم بأطعم أكثر غنى.

من قصور السلاطين إلى شوارع إسطنبول

انتقلت الفكرة من الأسياخ البسيطة إلى ابتكار أكثر تعقيدًا في المطبخ العثماني: تكديس شرائح رفيعة من اللحم على سيخ ضخم يدور ببطء أمام النار. هذه التقنية ظهرت في القرن السابع عشر في لوحات منمنمة تُمثّل مطابخ الطبقة العليا.

عرفها العثمانيون باسم “çevirme kebabı”، أي “الكباب المدوّر”، وانتشرت وصفته مع امتداد الإمبراطورية نحو الشرق الأوسط وأوروبا وشمال إفريقيا. ومن هناك بدأ الاسم يتغير: مرة “شاورما”، ومرة أخرى “دونر”.

بحلول القرن التاسع عشر، صار هذا الطبق محبوبًا بين السياح في إسطنبول. وصفه الرحالة الفرنسي فرانسوا بوكفيل عام 1800 بأنه “أشهى ما يمكن أن يتذوقه الزائر”.

شاورما، تاكو، وجيرو: ألقاب متعددة… والمذاق واحد

حين سافر المهاجرون العثمانيون واللبنانيون إلى المكسيك، حملوا معهم سيخ الشاورما. لكن، بما أن الطهاة في المكسيك كانوا أقرب إلى لحم الخنزير والذرة، وُلد طبق جديد: “تاكو الباستور”، المحبوب اليوم في كل مكسيكو سيتي، والمنكه بالأناناس والفلفل الحار.

في أوروبا، وصلت النسخة التركية “دونر” إلى اليونان حيث سُمّيت “جيرو”، لكنها عبرت ألمانيا في ستينيات القرن العشرين لتصبح أيقونة الطعام الشعبي. واليوم، يوجد في برلين وحدها أكثر من 1000 مطعم دونر كباب، بإيرادات سنوية تقدّر بـ 3.5 مليار يورو في أوروبا.

من طعام المحاربين إلى وجبة كل الناس

يقول الشيف التركي فيدات باشاران إن الدونر انتقل من كونه طعام شارع متواضعًا إلى طبق يُقدّم في أفخم مطاعم إسطنبول. وفي مطاعم مثل Bayramoğlu Döner، يُخدم آلاف الزبائن يوميًا بشرائح رقيقة من اللحم، مع خبز لافاش وسلطة طازجة.

اليوم، سواء كنت تتذوق شاورما عربية، أو دونر تركي، أو تاكو باستور مكسيكي، فأنت في الحقيقة تواصل طقسًا بشريًا قديمًا بدأ قبل آلاف السنين: اجتماع الناس حول النار، ومشاركة اللحم.

– خلاصة التقرير:
من أسياخ هوميروس إلى عربات الشاورما في شوارعنا، ومن حفلات النصر إلى وجبات منتصف الليل، قصة اللحم المشوي هي قصة الحضارة البشرية نفسها… تدور على سيخ، وتجمع الناس من كل مكان.

شاهد أيضاً

تفاصيل ما حدث في خان يونس

تفاصيل ما حدث في خان يونس

تفاصيل ما حدث في خان يونس ، حيث شهد حي الزيتون والصبة عمليات قوية للمقاومة …

اترك تعليقاً

asianbookie prediksi