من “أم خالد” إلى “بيتر تاتو”.. حملة أمنية تلاحق محتوى الانحراف على السوشيال ميديا، في ظل تصاعد ظاهرة المحتوى المثير للجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، شهدت محافظة الإسكندرية ومحافظة القاهرة واقعتين أثارتا جدلًا واسعًا حول ما بات يُعرف بـ”تسليع الانحراف لكسب المشاهدات”، وسط تحركات قانونية وأمنية متسارعة لمواجهتها.
القبض على “أم خالد”.. بلوجر تنتهك القيم الأسرية
شهدت الإسكندرية توقيف البلوجر التي تُعرف باسم “أم خالد”، عقب تقديم أحد المحامين بلاغًا رسميًا إلى النائب العام، اتهمها فيه بنشر محتوى مرئي على الإنترنت “ينتهك القيم الأسرية المصرية”، ويخالف ضوابط استخدام وسائل التواصل.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن المحتوى الذي تقدمه البلوجر يتضمن “إيحاءات وتجاوزات لفظية وسلوكية” تمس الأخلاق العامة، ما دفع الجهات المختصة إلى التحرك الفوري وضبط المتهمة تمهيدًا للتحقيق معها.
وتأتي هذه الخطوة ضمن موجة من الإجراءات التي اتخذتها النيابة العامة في الآونة الأخيرة، لمواجهة ما وصفته بـ”الانحراف الإعلامي الرقمي” الذي يهدد القيم المجتمعية.
“بيتر تاتو”.. رسّام وشوم يتحول إلى متهم بجرائم الآداب
في واقعة أخرى هزت الرأي العام، تقدم عدد من المواطنين ببلاغات ضد المدعو بيتر تاتو، الذي نشر مقاطع فيديو مثيرة للجدل على حساباته الشخصية، يُظهر فيها قيامه برسم أوشام على أجساد سيدات بطريقة وصفت بـ”الخادشة للحياء العام”.
وأعلنت وزارة الداخلية، في بيان رسمي، أن المتهم يُقيم في القاهرة، وله سوابق جنائية في قضايا متعلقة بـ”الآداب العامة”، كما داهمت الجهات المختصة مقر نشاطه، حيث تم ضبط:
أدوات طبية وخامات غير مرخصة
أجهزة إلكترونية تحتوي على الفيديوهات موضوع البلاغ
وخلال التحقيقات، اعترف المتهم بأنه قام بتصوير ونشر تلك المقاطع بهدف زيادة التفاعل والمشاهدات على منصاته، ومن ثم تحقيق أرباح مالية.
وأكدت الوزارة أنه تم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية بحقه، وجارٍ استكمال التحقيقات في الواقعة.
—
بين حرية التعبير وإشعال الفتنة
الواقعتان تطرحان مجددًا أسئلة ملحّة حول حدود حرية التعبير على الإنترنت، ومدى توافر أدوات الرقابة على المحتوى، خاصة في ظل تصاعد حالات مشابهة تسعى لاستغلال الجرأة والابتذال كوسيلة للربح السريع.
وبينما يرى البعض أن مثل هذه القضايا تستوجب تدخلًا صارمًا لحماية القيم، يرى آخرون أن الأمر يتطلب أيضًا توعية مجتمعية وإعلامية للحد من انجراف فئات من الشباب وراء مثل هذه النماذج التي تقدم “شهرة زائفة” بثمن أخلاقي باهظ.
حملة مستمرة.. والأجهزة في حالة تأهب
مصادر أمنية أكدت لموقعنا أن الأجهزة المختصة تتابع بشكل دقيق محتوى الإنترنت، وأنه لن يكون هناك تهاون مع أي تجاوز يخالف القانون أو يسيء لقيم المجتمع.
وأضافت المصادر أن الحملة الحالية “ليست عشوائية”، بل تأتي في إطار استراتيجية رقابية مدروسة تستهدف كل من يوظف الفضاء الرقمي في انتهاك القانون أو الأخلاق العامة، تحت ستار “المحتوى الترفيهي”.
> الخط الفاصل بين الإبداع والانحراف على السوشيال ميديا بات هشًا للغاية،
والسلطات تؤكد: لا حماية لأحد إذا تجاوز القانون.