بوابة الساعة الإخبارية رئيس مجلس الإدارة محسن سرحان
استيقظت مصر في صباح 5 يونيو 1967،على ضربة غادرة من القوات الجوية الإسرائيلية، التي دمرت معظم سلاح الجو المصري ومهدت لاحتلال سيناء حتى قناة السويس.
لكن هذه الهزيمة لم تكسر إرادة الشعب المصري، بل أشعلت شرارة المقاومة.
أعلنت مصر حالة الطوارئ، وبدأت رحلة طويلة لإعادة بناء القوات المسلحة وتصحيح الأخطاء، بقيادة الرئيس جمال عبد الناصر، ثم خلفه أنور السادات، الذي قاد البلاد نحو نصر أكتوبر 1973 المجيد، الذي يُعد إعجازاً عسكرياً وسياسياً لا يزال يُدرّس عالمياً.
رحلة الإعداد والتخطيط:
بعد نكسة 1967، أمر عبد الناصر بتزويد القوات المسلحة بكل الموارد المتاحة دون مقابل، وفق وثائق دار الكتب والوثائق القومية التي كشفت عنها في كتاب “مصر في قلب المعركة” للدكتور عبد الواحد النبوي.
انهالت التبرعات من المصريين، وفُرضت ضرائب دفاعية على الأماكن الترفيهية، مع تخفيض الرواتب الإضافية لتوجيه الموارد نحو الحرب.
عُين محافظو القناة حكاماً عسكريين لتنظيم الإمدادات والدفاع المدني، بينما بدأت القوات تدريبات شاقة. في 1970، تولى السادات القيادة، وعين أمين هويدي وزيراً للحربية، مع خطة تعبئة عاجلة لإعادة بناء الجيش، مدعومة بمكافآت ميدانية وتعويضات لعائلات المجندين.
عبور السادات والنصر:
في 6 أكتوبر 1973، نفذ الجيش المصري بقيادة السادات عملية “بدر”، محققاً العبور التاريخي لقناة السويس وتدمير خط بارليف في ساعات.
الوثائق تكشف تنظيماً دقيقاً:
منع تسريب بيانات الجرحى إلا للمخابرات الحربية، وتقليص العاملين بالوزارات لدعم الدفاع المدني. رغم “ثغرة الدفرسوار”، أجبرت مصر إسرائيل على التراجع. أصدر مجلس الأمن قرار 338 في 22 أكتوبر لوقف إطلاق النار، تلاه اتفاق فصل القوات في نوفمبر 1973، الذي أعاد السيطرة المصرية على مناطق بسيناء، مما دفع آرييل شارون للاستقالة احتجاجاً.
ما بعد الحرب:
ركزت مصر على تكريم الأبطال بميدالية 6 أكتوبر ووسام نجمة سيناء، مع مكافآت نقدية وعينية. أُعيد المهجرون إلى مدن القناة، وصُرفت تعويضات عبر لجان مخصصة.
بدأت مفاوضات السلام، التي تُوجت بمعاهدة 1979. على إكس، تصدر هاشتاغ #نصر_أكتوبر التريندات، مع تعليقات مثل: “عبور السادات أعاد كرامتنا” من @EgyptPride
. ظلت القوات المسلحة في حالة تأهب حتى 1986، عندما أُنهيت حالة الحرب الرسمية. نصر أكتوبر، الذي كلّف عرقاً ودماً، يبقى رمزاً للإرادة المصرية.
