طوال حياتي كنت أشعر بانقباضة قلب مع قرب نهاية العام وحلول شهر ديسمبر.
كنت أبغض نهايات الأعوام، ويصيبني قلق شديد مع اقترابها؛ كنت أتنفس الصعداء حين تمر هذه الأيام، وأحمد الله، وأذكر نفسي دومآ أنها جميعآ أيام الله، ولا يصير فيها إلا قدره؛ وكنت أتعجب وأتساءل كثيرآ عن سر ذالك.
حتى حلت نهاية هذا العام يا أبي وعرفت السبب.
كم أتمنى أن يتوقف الوقت. ليتني استطعت إيقافه في تلك اللحظة، عندما حملوك لترحل عنا.
لم تمض وحيدآ، يا حبيبي؛ بل مضى قلبي وروحي كلاهما معك، لا أشعر بشيء أبدآ سوى أني لا أنتمي إلى هنا ، أنا حيث ذالك المكان الذي يضمك، حيث تسكن الآن.
أحاول التماس العذر لكل ما يغضبني، لكني لا أستطيع أبدآ التماس العذر لنفسي؛ كيف لازلت مسجلة بين الأحياء دونك يا بابا؟
ها انا الآن أشعر بتلك الانقباضة نفسها، لكن من البدايات؛ كلاهما الآن عندي سيان.
يمر الوقت، ويتغير التاريخ، ولا شيء يستمر ويبقى سوى دعائي لك، وشوقي إليك، وبحثي عن صوتك الدافئ وقلبك الحنون دومآ يا ابي.
أنا على يقين انك هنا حولي في مكان ما، لكن عيني فقط تعجز عن رؤيتك. يواسيني أثرك الطيب الحنون الذي يمتد بالعون لي حتى بعد رحيلك، ويربت على قلبي وفكري بأننا يومآ ما سنلتقي بإذن الله ؛ فعسى ملتقانا الجنة.
بوابة الساعة الإخبارية رئيس مجلس الإدارة محسن سرحان