شهدت مدن إيطالية عديدة، أمس الاثنين 22 سبتمبر 2025، إضراباً عاماً وطنياً استمر 24 ساعة، رافقه احتجاجات وفعاليات تضامنية مع الشعب الفلسطيني في غزة، بدعوة من نقابات قاعدية مثل اتحاد النقابات الأساسية (USB)، وبمشاركة واسعة من الطلاب والحركات الشبابية والجامعية، إلى جانب منظمات غير حكومية وجمعيات تضامن دولي.
أغلق الإضراب خدمات النقل العام، المدارس، الجامعات، والموانئ في مدن مثل روما، ميلانو، نابولي، وبولونيا، تحت شعار “ليتوقف كل شيء.. فلسطين في القلب”، مطالبًا بوقف الإبادة في غزة ومقاطعة إسرائيل.
أوضحت إحدى المتظاهرات، آنا، في حديث لقناة الجزيرة، أن الهدف “الوقوف إلى جانب الحق وجعل صوتنا مسموعاً، حتى وإن بدا خافتاً، لكنه يضيء ظلمة غزة”، مؤكدةً أن التضامن واجب أخلاقي وإنساني. كانت آنا برفقة صديقتها ليا في تجمع رئيسي بروما، حيث توافد آلاف المتظاهرين رافعين الأعلام الفلسطينية، مرددين “فلسطين حرة” و”كلنا ضد الصهيونية”، وسط مواجهات محدودة مع الشرطة أمام محطة تيرميني.
وصف المنظمون الإضراب بـ”التعبئة العامة ردًا على الإبادة الجماعية في غزة”، مطالبين بوقف شحنات الأسلحة الإيطالية إلى إسرائيل وحماية بعثة أسطول الصمود الدولي.
تأتي هذه التحركات وسط تردد الحكومة اليمينية برئاسة جورجا ميلوني، المقربة من دونالد ترامب، في الاعتراف بدولة فلسطين، رغم اعتراف دول مثل فرنسا، بريطانيا، أستراليا، كندا، والبرتغال مؤخراً في الأمم المتحدة، ليصل العدد إلى 147 دولة.
رفضت ميلوني العقوبات التجارية الأوروبية المقترحة على إسرائيل، مما أثار انتقادات الناشطين الذين يرون في الإضراب “رسالة سياسية قوية” تعكس تضامن المجتمع المدني مع الفلسطينيين، وسط استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة منذ أكثر من عامين، الذي أودى بحياة عشرات الآلاف.
أشاد المتظاهرون، بمن فيهم مايكل أنجلو (17 عاماً) وفرانشيسكا تيشيا (18 عاماً)، بالدور الشبابي في الحملات، قائلين: “نحن هنا للتعبير عن تضامننا مع شعب يُباد”. أغلقت المظاهرات محطات وطرقاً رئيسية، ونظمت جمعيات كاثوليكية أمسيات صلاة تضامنية في روما.
أثار الإضراب تفاعلاً عالمياً، مع هاشتاج #إضراب_إيطاليا_لفلسطين، حيث أعرب نشطاء عن أملهم في أن يدفع نحو تغيير في موقف روما.