بوابة الساعة الإخبارية رئيس مجلس الإدارة محسن سرحان
أكد الحرس الثوري الإيراني، في تصريح حاد، أن أي اعتداء إسرائيلي جديد سيواجه ردًا أشد صرامة وأقسى من عمليات “الوعد الصادق” السابقة، مشددًا على أن مثل هذا الرد سيُقرّب “الكيان الصهيوني المزيف” من نهايته.
جاء هذا التحذير في سياق تصعيد مستمر، بعد هجمات إسرائيلية سابقة على إيران في يونيو 2025، حيث أطلقت طهران عملية “الوعد الصادق 3” كرد فعل، أطلقت فيها أكثر من 370 صاروخًا باليستيًا، أصابت 30 منها أهدافًا إسرائيلية، مما أسفر عن مقتل 24 شخصًا وإصابة 600 آخرين.
وأضاف الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن أي تكرار للاعتداءات سيُقابل “باستجابة أشد قوة”، محذرًا من أن الجيش الإيراني جاهز للتصعيد.
عقوبات أمريكية جديدة تستهدف طهران
في سياق متصل، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، يوم 1 أكتوبر 2025، حزمة عقوبات جديدة تستهدف كيانات وأفرادًا مرتبطين ببرامج إيران النووية والصاروخية والتسليح، بالإضافة إلى شركات مشتبه في تسهيل عمليات مالية لطهران.
تشمل هذه الإجراءات، التي تدعم “آلية الإعادة الفورية” (snapback) لعقوبات الأمم المتحدة، تجميد أصول ومنع سفر لخمسة أفراد وكيان واحد مرتبط بمنظمة إيران للابتكار الدفاعي والبحث (SPND)، الخليفة النووي السابق لإيران قبل 2004.
وأكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن الهدف منع إيران من امتلاك سلاح نووي، مشيرًا إلى أن طهران انتهكت “التزاماتها النووية بشكل كبير”.
تأتي هذه العقوبات بعد فشل مفاوضات نووية، وتُعاد فرضها تلقائيًا بعد انتهاء مهلة 18 أكتوبر، بما في ذلك حظر تصدير الأسلحة وتجميد أصول، مما يُفاقم الضغط الاقتصادي على إيران التي تعاني تضخمًا بنسبة 40% ونقصًا في الطاقة والمياه.
دوافع وتبعات العقوبات
تأتي الخطوة الأمريكية وسط توتر مستمر بين واشنطن وطهران، نتيجة تعثر المفاوضات النووية وانتقادات لدور إيران الإقليمي، خاصة دعمها لـ”محور المقاومة”. من المتوقع أن تزيد العقوبات الضغط الاقتصادي، مما قد يؤثر على الصادرات النفطية والمصارف، بينما يعتبرها الجانب الإيراني “عدائية”، مما قد يثير ردودًا حادة ويُعيق فرص التهدئة الإقليمية.
وأعربت إيران عن غضبها، معتبرة الإجراء “غير قانوني”، ودعت الدول إلى عدم الاعتراف به.
استعدادات إسرائيلية للتصعيد
نقلت صحيفة “معاريف” عن مسؤول عسكري إسرائيلي رفيع أن الجيش يستعد لسيناريوهات متعددة، بما فيها عمليات عسكرية إضافية داخل الأراضي الإيرانية إذا اقتضت الضرورة الأمنية.
أكد المسؤول أن الجيش وفرق الاستخبارات تخططان لـ”خطوط عمل متعددة” للرد على أي تصعيد إيراني سياسيًا أو عسكريًا، دون الكشف عن تفاصيل زمنية أو مواقع.
يأتي ذلك في ظل مخاوف من هجوم إيراني جديد، حيث أجلت إسرائيل رحلاتها وأغلقت مدارسها مؤقتًا، مع تحذيرات أمريكية من تصعيد يُهدد المنطقة بأكملها.
وفقًا لتقارير، يُعد الجيش الإسرائيلي لـ”حرب طويلة”، مع دعم أمريكي محتمل، لكن دون تفاصيل عن ضربات وقائية.
تُشير هذه التطورات إلى خطر تصعيد إقليمي واسع، حيث يُحذر محللون من أن الردود المتبادلة قد تؤدي إلى حرب شاملة، خاصة مع ضعف “محور المقاومة” الإيراني بعد خسائر في غزة وسوريا.
يبقى الرأي العام الدولي يترقب، مع دعوات للحوار لتجنب كارثة إقليمية.
