كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، نقلًا عن مصادر في إدارة الرئيس دونالد ترامب، عن مخاوف متزايدة من احتمالية انسحاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مما قد يعيد المنطقة إلى دوامة التصعيد العنيف. التقرير، الذي نشر يوم الاثنين 20 أكتوبر 2025.
يأتي في ظل توترات حديثة، بما في ذلك هجوم على جنود إسرائيليين أدى إلى غارات إسرائيلية انتقامية، رغم الاتفاق الذي تم التوصل إليه بعد جهود دبلوماسية مكثفة بوساطة أمريكية.
وفقًا للصحيفة، تركز الاستراتيجية البيت الأبيض حاليًا على جهود نائب الرئيس جيه دي فانس، إلى جانب المبعوثين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، لإقناع نتنياهو بعدم استئناف العمليات العسكرية.
وصل ويتكوف وكوشنر إلى إسرائيل صباح الاثنين، في زيارة تسبق وصول فانس، بعد يوم واحد من الغارات الإسرائيلية على غزة، التي اتهمت فيها تل أبيب حماس بخرق الاتفاق.
نقلت الصحيفة عن مسؤول في البيت الأبيض قوله إن ترامب يعتقد بأن قادة حماس يظهرون حسن نية في المفاوضات، وأن الهجوم الأخير ربما نفذته عناصر غير ملتزمة بتعليمات الحركة. كما أكد مسؤول أمريكي كبير أن الاتفاق “عرضة للانهيار في أي لحظة”، مشيرًا إلى حساسية المرحلة الحالية.
يأتي هذا القلق في سياق اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلن عنه ترامب في 8 أكتوبر 2025، بعد عامين من الحرب، وشمل تبادل رهائن وأسرى، وسحب إسرائيلي جزئي من غزة.
ومع ذلك، يظل الاتفاق هشًا، حيث اتهم الجانبان بعضهما بخرقه، ويطالب الاتفاق بإطلاق سراح الرهائن المتبقين ونزع سلاح حماس، وهو ما يواجه عقبات كبيرة.
تؤكد مصادر دبلوماسية أن واشنطن تواجه ضغوطًا دولية متزايدة للحفاظ على التهدئة، وسط مخاوف من عودة التصعيد التي قد تعرقل جهود إعادة الاستقرار الإقليمي، خاصة مع مشاركة دول عربية في الوساطة.
يُعد هذا التطور اختبارًا حقيقيًا لدبلوماسية ترامب، الذي حصد إشادات سابقة لدوره في التوصل إلى الاتفاق الأولي، لكنه الآن يواجه تحديًا في الحفاظ عليه أمام الضغوط الداخلية الإسرائيلية والتوترات الميدانية.
الترقب يسود الآن لنتائج الزيارة الأمريكية، مع أمل في تجنب انهيار الاتفاق الذي يُنظر إليه كـ”فجر تاريخي” للشرق الأوسط