اندلع حريق هائل فجر الثلاثاء 4 نوفمبر 2025 داخل مول “الكرامة” الشهير بحي الكرامة بمدينة العبور، محافظة القليوبية، حوالي الساعة الثالثة صباحًا.
كشفت المعاينة الأولية أن ماسًا كهربائيًا في إحدى المحلات التجارية هو السبب الرئيسي، مما أدى إلى اشتعال النيران بسرعة فائقة، وامتدادها إلى 10 محال تجارية على الأقل، محولاً المبنى إلى بحر من اللهب والدخان الكثيف.
أسفر الحادث عن إصابة شخص واحد بجروح طفيفة تم خياطتها في مستشفى قريب، دون تسجيل خسائر في الأرواح.
التوقيت والانتشار السريع
بدأت النيران في الطابق الأرضي، ثم امتدت إلى الطوابق العلوية في دقائق، مما أثار ذعرًا شديدًا بين السكان المجاورين، وسط صراخ وهرج وارتباك وصف بـ”فيلم رعب”.
جهود قوات الحماية المدنية
تلقت غرفة عمليات الحماية المدنية إخطارًا عاجلاً، فدفعت 15 سيارة إطفاء مدعومة بسيارات إسعاف، تحت إشراف اللواء أشرف جاب الله، مساعد وزير الداخلية لأمن القليوبية.
نجح رجال الإطفاء في السيطرة على اللهب بعد ساعتين من الجهود المكثفة، ومنعوا امتداده إلى المباني المجاورة، مع فرض كردون أمني وإجراء عمليات تبريد مستمرة لمنع أي انتعاش.
الدور الإشرافي
أشرف اللواء هيثم شحاتة، مدير الحماية المدنية بالقليوبية، على العمليات، مشيدًا بكفاءة الفريق في التعامل مع الظروف الصعبة.
الخسائر والأضرار المادية
أدى الحريق إلى تدمير كامل لأجزاء من المبنى، مع خسائر تصل إلى عشرات الملايين من الجنيهات، حيث أحرقت بضائع ومعدات تجارية في 10 محال، وتلف في الهيكل الخرساني.
يقدر أصحاب المحلات الخسائر الفردية بأكثر من 5 ملايين جنيه لكل محل، مما يهدد استمرارية أعمالهم.تقديرات أولية للأضرارتشمل الخسائر البضائع غير المسددة، والتي كانت موضوع قروض، مما يفاقم الأزمة المالية للمتضررين.
روايات الشهود: لحظات الرعب
روى أحد الشهود “كل حاجة كانت بتولع مرة واحدة.. النار مسكت فجأة والدخان غطّى المكان كله، حاولنا نساعد ونطفي ولكن مفيش حد لحق ينقذ حاجة.”
أما صاحب محل آخر، فقال بألم: “وقفت أتفرج على رزقي بيولع.. تعب سنين راح في لحظة، وشقا العمر كله ضاع ومحدش هيعوضنا”.
وأضاف ثالث: “كنا لسه ما سددناش ثمن البضاعة.. هنواجه الناس إزاي؟ النار ما رحمتش حاجة، وكلنا اتدمرنا”.الذعر والمحاولات الفاشلةحاول بعض العاملين إنقاذ بضائع، لكن الدخان والحرارة منعاهم، مما زاد من الارتباك قبل وصول الإطفاء.
التحقيقات والإجراءات القانونيةحررت الشرطة محضرًا بالواقعة، وتولت النيابة العامة التحقيق، مع انتداب المعمل الجنائي لفحص الموقع علميًا، لبيان السبب الدقيق، حجم الأضرار، واستبعاد أي شبهة إجرامية.
تستعجل المباحث تحرياتها وسؤال الشهود.استدعاء الشهوديستمع المحققون إلى أقوال أصحاب المحلات لتأكيد الملابسات، مع ترقب تقارير الخسائر النهائية.
ردود الفعل والتوصيات
أعرب سكان الحي عن امتنانهم لعدم الانتشار، لكنهم يطالبون بتعزيز السلامة الكهربائية في الأماكن التجارية. يُعد هذا الحريق الثالث في المنطقة هذا العام، مما يدعو إلى حملة فورية لفحص الأسلاك وتركيب أنظمة إنذار حديثة، مع دعوات لتعويضات حكومية للمتضررين.
بوابة الساعة الإخبارية رئيس مجلس الإدارة محسن سرحان