بوابة الساعة الإخبارية رئيس مجلس الإدارة محسن سرحان
شهدت الولايات المتحدة، يوم الثلاثاء 4 نوفمبر 2025، انتصاراً تاريخياً للديمقراطي زهران ممداني في انتخابات عمدة مدينة نيويورك، حيث فاز بفارق كبير على منافسه الجمهوري أندرو كومو، ليصبح أول مسلم وأول جنوب آسيوي وأول اشتراكي يتولى المنصب، وأصغر عمدة في القرن الحادي والعشرين بعمر 34 عاماً.
وُلد ممداني في أوغندا لأبوين أوغنديين هنديين مسلمين، وهاجر إلى الولايات المتحدة في سن السابعة، وكان عضواً في مجلس النواب نيويورك منذ 2021، يمثل المنطقة 36 في كوينز، معتمداً على حملة تركزت على مكافحة التمييز، السكن الميسور، ودعم العمال المهاجرين.
جاء الفوز في سياق انتصارات ديمقراطية أوسع، حيث فاز الديمقراطيون أيضاً بحكمة ولاية فرجينيا ونيوجيرسي، مما يُعد صفعة للرئيس دونالد ترامب في بداية فترته الثانية.
في خطاب النصر أمام آلاف الداعمين في مانهاتن، وجه ممداني تحدياً مباشراً لترامب، قائلاً: “دونالد ترامب، بما أنني أعلم أنك تشاهد، فلدي أربع كلمات لك: ارفع الصوت!” (Turn the volume up!)، مضيفاً: “لن تكون نيويورك بعد الآن مدينة يمكن فيها التاجر بالإسلاموفوبيا وفوز الانتخابات”.
كما وعد بمدينة “تُبنى وتُدار من قبل المهاجرين”، وأهدى النصر لسائقي التاكسي والعمال، مستذكراً إضرابه عن الطعام أمام بلدية المدينة إلى جانب سائق تاكسي يدعى ريتشارد.
رد ترامب كان سريعاً وغاضباً عبر منصة Truth Social، حيث نشر: “وهكذا يبدأ الأمر!” (And so it begins!)، متهماً الانتخابات بالتزييف ويلوم الإغلاق الحكومي الذي قاده الجمهوريون، بالإضافة إلى غيابه عن الاقتراع.
كما هاجم الناخبين اليهود الذين دعموا ممداني، قائلاً إنهم “يحبون اليهود” في إشارة معادية، وهدد بقطع التمويل الفيدرالي لنيويورك إذا حاول ممداني تنفيذ سياساته “الراديكالية”، مثل دعمه لفلسطين ومكافحة التمييز العنصري.
وفي تغريداته، وصف ممداني بـ”الاشتراكي المتطرف” الذي سيقود المدينة نحو “الفوضى”.توقعات الخبراء تشير إلى تصعيد ترامب، حيث قد يستخدم الفوز كوقود لقاعدته الانتخابية في الانتخابات النصفية لعام 2026، محذراً من “غزو اليساريين”، وقد يلجأ إلى إجراءات قانونية لتقييد التمويل، رغم التحديات الدستورية.
يُعد هذا الفوز إشارة إلى تحول يسار الديمقراطيين، وتحدياً مباشراً لسياسات ترامب المهاجرية والعنصرية، وسط ترقب لكيفية استجابة الكونغرس.
