بوابة الساعة الإخبارية رئيس مجلس الإدارة محسن سرحان
علنت شبكة أطباء السودان، الأحد 16 نوفمبر 2025، توثيق 32 حالة اغتصاب مؤكدة خلال أسبوع واحد، لفتيات من مدينة الفاشر بعاصمة ولاية شمال دارفور، وصلن إلى بلدة طويلة بعد فرارهن من أعمال القتال الدامية.
جاء الإعلان في بيان نشرته الشبكة عبر صفحتها على فيسبوك، مستندًا إلى معلومات طبية وميدانية موثوقة، أكدت تعرض الضحايا للاعتداءات الجنسية الوحشية، بعضها وقع داخل الفاشر عقب اجتياح قوات الدعم السريع للمدينة في أواخر أكتوبر الماضي، بينما تعرضت أخريات للاغتصاب أثناء محاولتهن الفرار نحو مناطق آمنة.
أدانت الشبكة بشدة ما وصفته بـ”عمليات الاغتصاب المنهجية” التي يمارسها أفراد من الدعم السريع ضد النساء والنازحات الفارّات من الحرب، معتبرة هذه الأفعال انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني، ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وحملت الشبكة قوات الدعم السريع المسؤولية الكاملة عن هذه الانتهاكات، مشيرة إلى أنها تُشكل جزءًا من سلسلة اعتداءات جنسية ممنهجة تستهدف النساء في مناطق النزاع، مما يفاقم معاناة النازحين في دارفور.
وفي مطالباتها، دعت الشبكة إلى فتح تحقيق دولي عاجل ومستقل، يشرف عليه آليات محايدة مثل المحكمة الجنائية الدولية، لمحاسبة الجناة وكشف الحقيقة.
كما طالبت بتوفير حماية فورية للناجيات والشهود، إضافة إلى تمكين المنظمات الطبية والإنسانية من الوصول إلى المناطق المتضررة لتقديم الرعاية الصحية، الدعم النفسي، والمساعدة القانونية دون قيود أمنية أو بيروقراطية.
وأكدت الشبكة أن “الصمت على هذه الجرائم يشجع على تكرارها”، محذرة من أن الفاشر، التي شهدت حصارًا دام 18 شهرًا قبل الاجتياح، أصبحت “قلب الكارثة الإنسانية في السودان”.
يأتي هذا التوثيق في سياق تصاعد التقارير عن العنف الجنسي في السودان منذ اندلاع الحرب بين الجيش والدعم السريع في أبريل 2023، حيث سجلت هيئات أممية أكثر من 100 حالة مشابهة في دارفور وحدها خلال الأشهر الأخيرة، مع تحذيرات من “اغتصاب ممنهج” كسلاح حرب.
ودعت منظمات حقوقية دولية، مثل هيومن رايتس ووتش، إلى تدخل فوري من مجلس الأمن الدولي لفرض عقوبات على المتورطين، مشددة على أهمية حماية المدنيين في مناطق النزاع.
كما أكدت الشبكة التزامها بتوفير الرعاية الطبية السرية للناجيات، وسط مخاوف من انتشار الأمراض والصدمات النفسية طويلة الأمد بين الآلاف من النازحين في طويلة والمناطق المجاورة.
تُعد هذه الانتهاكات جزءًا من أزمة إنسانية أوسع في السودان، حيث أدت الحرب إلى نزوح أكثر من 10 ملايين شخص، ووفاة عشرات الآلاف، مع تحذيرات من مجاعة وانتشار الأوبئة.
وتطالب الشبكة المجتمع الدولي بالضغط لوقف إطلاق النار وإعادة المفاوضات، لمنع تكرار مثل هذه المآسي.
