يُغرق الغموض والحزن قرية صغيرة في محافظة الأقصر، بعد رحيل الشابة “منى محمد” (25 عاماً) صباح الإثنين 17 نوفمبر 2025، عقب أسابيع من معاناة صحية غامضة أثارت الشكوك والجدل بين الأهالي.

السبب الرئيسي وراء الريبة؟ رسالة تهديد مجهولة وصلت إليها قبل شهرين، تحمل نصاً مرعباً: “مش هسكت غير لما أشوف الدنيا سودا”، مما دفع عائلتها إلى المطالبة بتحقيق عاجل لكشف ملابسات الواقعة والمرسل الخفي.
خلفية الرسالة الغامضةوفقاً لرواية أسرة الضحية، تلقت منى الرسالة عبر تطبيق الواتساب من رقم غير معروف، وسط سلسلة من الرسائل الأخرى تحمل تلميحات عن “أذى” وسحر أسود، مما أثار مخاوف من تورط في خلافات عائلية أو عاطفية قديمة.
أكدت شقيقتها “فاطمة” في تصريحات الرسالة دي قلب حياتها رأساً على عقب، بدأت تشكو من ألم في البطن وصعوبة في التنفس، ورفضت الأكل تماماً. كانت تقول إنها تشعر بـ’شيء يأكلها من الداخل’، وكل التحاليل الطبية طلعت سلبية”.
وأضافت أن الفتاة، التي تعمل معلمة في مدرسة ابتدائية محلية، كانت في غاية الصحة قبل تلك الرسائل، لكنها بدأت تفقد وزنها بسرعة مذهلة.تدهور الحالة ونقلها إلى المستشفىمما دفع الأسرة إلى نقلها إلى مستشفى الأقصر الجامعي، حيث أمضت أسابيع في العناية المركزة دون تشخيص واضح.
وصف الأهالي حالتها بأنها “انهيار تدريجي”، مع أعراض تشمل الغثيان المستمر والإرهاق الشديد، مما أثار شائعات عن تدخل خارجي يتجاوز الطب النفسي.
المنشور الأخير والصرخة الأخيرةقبل ساعات من وفاتها، نشرت منى منشوراً مؤثراً على صفحتها بفيسبوك، تشكو فيه من “ألم لا يُحتمل، مش قادرة أقف ولا آكل، يا رب الشفاء أو الرحمة”.
انتشر المنشور سريعاً، مما أثار حملة دعم وتساؤلات عن السبب الحقيقي لتدهور حالتها، مع ربط البعض بين الرسائل والـ”سحر” الشائع في المناطق الريفية.
مطالب العائلة والدعوة للعدالة
أعلنت العائلة نبأ الوفاة مساء أمس، مطالبة النيابة العامة بفتح تحقيق فوري لتتبع الرقم المجهول وفحص الرسائل، قائلين: “مش هنسكت لحد ما نعرف الحقيقة، دي مش موت طبيعي، دي جريمة مخفية”.
تحركات الشرطة والشكاوى الشعبية
بدأت الشرطة تحركاتها، حيث أخذت عينات من هاتف الضحية للتحليل الجنائي، وسط شكاوى من الأهالي بارتفاع حالات “السحر الأسود” في المنطقة.
الرأي الطبي والشكوك المستمرة
أكد الدكتور “أحمد السيد”، استشاري التسمم بمستشفى الأقصر، أن “التحاليل لم تُظهر سموماً، لكن التوتر النفسي الشديد يمكن أن يؤدي إلى انهيار عضوي، خاصة مع رفض الطعام”.
ومع ذلك، يُشكك الجميع في الرواية الطبية، مطالبين بتشريح الجثة لاستبعاد أي تدخل خارجي.
هذه المأساة تُعد تذكيراً مؤلماً بمخاطر التهديدات الإلكترونية في المجتمعات الريفية، حيث تتحول الرسائل الغامضة إلى قنابل موقوتة.


بوابة الساعة الإخبارية رئيس مجلس الإدارة محسن سرحان